السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بكم في مدونة - ديمومة- أدام الله عليكم الصحة والسعادة والسلام


ملاحظة: يمنع نسخ أو اقتباس أي مادة من هذه المدونة بدون إذن صاحبها





الجمعة، 3 أكتوبر 2025

العودة

 مع تزايد المنصات الرقمية والتفاعلية في الساحه الالكترونية، أصبحت هذه المنصات تمثل مسرحًا للتبادل المعرفي والثقافي، وأحيانًا العلمي، رغم أن الجانب الأخير لا يزال محدودًا. ولكن ما يهيمن على هذه المنصات هو المشاركة اليومية لتفاصيل الحياة التي تعتصرها ضغوط المجتمع، وسياسات الدول، والوضع الاقتصادي المتغاير. هذا الوضع خلق طبقات متباينة بين افراد المجتمع، بل ومتفاوتة بمئات الأميال بين بعضها البعض، مما يزيد من الاضطهاد النفسي والصراع من أجل البقاء.

في خضم هذه التحديات، يظهر صوت غريب في الساحة (يطلقون على أنفسهم مجازا بالمؤملين) الذين يسوقون بأن التغيير ممكن وقريب. هؤلاء المؤملين يمكن أن يكونوا فئات مختلفة؛ منهم من قد يُعتبر مجرمين خلف الكواليس أو قطاع طرق كما كان يُطلق عليهم في الماضي، أو قد ينتمون إلى منظمات سياسية تراقب القطيع وتقوده نحو مآرب الدولة. وعلى الجانب الآخر، هناك القلة النادرة من الأفراد ذوي النوايا الصافية، الذين يسعون لنهضة المجتمعات على أسس ثابتة قائمة على المبادئ الإنسانية والفطرية، والتي لا تتضارب مع الأديان أو الثقافات المتنوعة.

ومع زحمة تلك الفئات، وبالأخص في وضعنا الحالي الذي يوشك فيه الاقتصاد العالمي على الانهيار، نجد أن الدول العظمى تتزعمها دكتاتوريات لا تعرف للأخلاق أو الإنسانية طريقًا. إن هذه الأنظمة تعتمد على المفاهيم المادية البحتة، وتسيطر على الجميع بالقوة، مستخدمةً وسائل حديثة مثل السلاح النووي والإلكتروني. وقد أصبح القمع سمة طاغية في جميع المجالات، حيث دخل في المناهج والأعمال وتفاصيل الحياة اليومية، مما جعل الأفراد يتقبلون هذا القمع كمسلمات، غير قادرين على التمييز بين الصواب والخطأ.

تواجد المثقفين والنخبة في المجتمعات على هذه المنصات أصبح يمثل تهديدًا لهم. فدخول ما يُسمى بالذباب الإلكتروني، الموجه من منظمات سرية تحت مظلة الدول أو العصابات العالمية، أصبح أداة مدمرة لتلك العقول والأصوات المخلصة. ونتيجة لذلك، نرى انسحاب الكثير من هذه العقول أو اقتصار مشاركاتهم على المشاركات الخجولة، مع متابعة ما يحدث عن بعد.

في الختام، يتطلب الوضع الحالي تكاتف جميع الأفراد المخلصين لإعادة بناء المجتمعات على أسس سليمة، تضمن حقوق الإنسان وتحقق العدالة الاجتماعية. إن الأمل لا يزال موجودًا في قدرة النخبة والمثقفين على توجيه دفة التغيير نحو الأفضل، رغم التحديات الكبيرة التي تواجههم.

3 اكتوبر 2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق