السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بكم في مدونة - ديمومة- أدام الله عليكم الصحة والسعادة والسلام


ملاحظة: يمنع نسخ أو اقتباس أي مادة من هذه المدونة بدون إذن صاحبها





الخميس، 12 يناير 2012

حرّيــه مشتتـه

(1)


غضبُ الايام ..

لم يطعم يوماً .. عشقاً

لم يروي يوماً ..حزناً

ولا يطفئ شوق .. المحروميـن ..

هيجان البحر ..

لا يفسر .. حال الموج..

ولا يرقص ..كاللفيف وحناتيته..

على طبلات .. الصوفيين !!

كل الدروب ..لها ابواب

إلا نار الشمعة ..

تحرق النور .. والهواء..

وصلاةً صاعدة !

من محراب .. الصدّيقين

يفنى الحريق..بعد لهيبهِ..

تاركاً .. رمادٌ

وحفنة قصص ..

سَوقٌها خِصبٌ .. للكاذبين

*************************

(2)

تناثرت ..أصواتهم

كعقد لؤلؤٍ ..

مقطوع..

أو كغبارٍ غطى ..

عرش رئيسهم المخلوع..

الالوان تتشابك .. حتى تنثني!!

وقوس القبيلة ..يظل..

مهزوماً .. ممدود..

أيُّ مُصلح يتنفس الغبار ..

لن يستطيع ..

ري الحقلِ ..

أو ..غرس الزهور..
_______________________

(جمال العبري)

الخميس، 5 يناير 2012

نبرات


1)
إن الدوافع المكبوتة في نفس الانسان الذي ينادي بالعدالة الاجتماعية والحرية الفكرية قد تُمرض الحكومات أكثر منها للإنسان نفسه!! فمرض الفساد المؤسسي ما هو إلا تعبير طبيعي يطفح على الساحة عفوياً احياناً وشيطانياً احياناً أخرى .. من خلاله يلهث أطباء السياسة سعياً لوجود دواء سحري يجعل من المجتمع كقطيع خراف همه تناول البرسيم اليومي   ليحوله فيما بعد سماداً للأجيال القادمة.. وتكون النتيجة شقاءً للطرفين.

2)
حتى القلم .. كان يمارس الاستبداد ضد الانامل!!! يجعلها تتسّمر لساعات طويلة من أجل ان يخط ما يدور في مخيلة الانسان! .. ليأتي زمان غير الزمان ليحرر الانامل من قيودها ويجعلها ترقص على (الكي بورد) ..لتقوم بنفس العمل !!..  فهل ننتظر من الفقهاء " مطاوعتنا الكرام" ان يخرجوا ابداعاتهم المعتادة ليهاجموا هذا التحرر .. فكيف لمقالة أو رسالة محترمة تكتب برقصات الانامل وتطبيلها على لوحة المفاتيح؟! .. أليس ذلك من المحرمات؟!!!!

3)
الظلم .. الاستبداد .. الفساد .. التفرّد بالقرار .. المحسوبية .. الاستغلال .. سوء توزيع الثروة .. الاحتكار .. سلب الحريات .. ووو .. كلها نتاج شيء واحد .. وهو .. خيانة (الأمانة) .. وتركها وتهجيرها بل قتلها وحرقها !! .. الخليفة الخامس عندما اراد اصلاح الدولة .. عمل على أهم الاشياء وهي .. الأمانة .. فأصلح كل شيء حتى فاضت ميزانية الدولة ولم يجدو الفقير ليعطوه !!.. فصرفوا لفقراء غير المسلمين في المناطق المجاورة.

4)
قبل سنوات شاهدت د. طارق السويدان على شاشة التلفزة .. يحاضر في مؤتمر أقيم على ما أظن في لبنان .. وكان يتكلم عن نهضة الامم والشعوب والقيادة .. وبأسلوبه الرائع المعتاد ..بدأ حديثة بقصة تأريخيه ذكرها القرآن الكريم .. وهي قصة نبي الله موسى .. قصته المعروفة مع فرعون وقومة .. وكان الحديث عن قوم موسى بعد عبورهم البحر.. وزحفهم نحو ارض فلسطين .. المهم وبسبب عدم اتباعهم لموسى .. عاقبهم الله بأن يتيهوا في الارض (اربعين سنه) .. وكان الدكتور السويدان في الحقيقة يريد من القصة بأكملها ان يصل الى هاتين الكلمتين ( أربعين سنه)!! ..
وبعدها أوضح بأن دراسات التاريخ والحضارات تبين بأن القيادات تتحول تماما من جيل الى جيل آخر .. بفكر جديد .. يحتاج لها اربعين سنه على الاقل.. وهي الفترة الطبيعية لانقراض تلك العقول سواءً بالموت أو الهرم والاعتزال .. ومن ثم ظهور جيل جديد بفكر قيادي جديد.. وهو ما حصل لبني اسرائيل (قوم موسى) فذلك الجيل عاش تحت الظلم والقهر الفرعوني .. فأصبحت عقولهم وفكرهم غير قادرة على التغيير من التبعية الى اتخاذ القرار والقيادة .. لذلك كان أمر الله ان يتيهوا في الارض اربعين سنه .. حتى يظهر جيل آخر جديد لم يعايش فرعون واستعباده لآبائهم .. جيل حر .. يمارس حياته بحرية وقادر على اتخاذ قراره .. والقيادة وتطوير مجتمعهم.
ما حصل في الاربعين السنه الماضية في بعض الدول العربية .. ربما هو تذكير بهذه القصص القرآنية الخالدة .. لتنذر القياديين في الحكومات .. بأن دوام الحال من المحال.

 5)
ربما يكون المخرج القانوني الوحيد للمفسدين في الحكومات .. هو تشخيصهم بالشيزوفرينيا !! .. وهو مرض فصام الشخصية .. هذا المرض الغريب والمنتشر بشكل عجيب .. هذا المرض متعدد وله أشكال مختلفة قد تصل الى العشرات وربما المئات من الاصناف!! .. منها ان يعيش الشخص بشخصيتين متناقضتين!! .. واعتقد هذه الصورة هي الاقرب لهؤلاء المفسدين .. حيث يعيشون أمام المجتمع وكأنهم الحارس الأمين للوطن .. والمناضلين الاصيلين التي تهمهم  مصلحة المواطنين .. ومن ناحية أخرى يعيشون أيضا فيما بين بعضهم.. بصورة المجرم المتفاني في ابراز مهارته لنهم وسرقة ثروات الوطن وحقوق الناس .. ليكنزوها ويقتلون أحلام البسطاء والطامحين الشرفاء
أتخيل لو تحقق هذا .. لامتلأت المدن بالعيادات البيطرية !! .. عفواً .. بالمصحات النفسية .. لعلاج هؤلاء .. فما أكثرهم ..وربما تجاوزت عدد المصحات عن تعداد الوحدات السكنية !!!  من أنتم؟!