السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بكم في مدونة - ديمومة- أدام الله عليكم الصحة والسعادة والسلام


ملاحظة: يمنع نسخ أو اقتباس أي مادة من هذه المدونة بدون إذن صاحبها





الأحد، 14 مارس 2010

خطبة الجمعة

مما لا شك فيه ان صلاة الجمعة هي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل، وخطبة الجمعة التي تنقسم الى خطبتين هي في الحقيقة منبر للمسلمين، من خلالها يتم التكبير والدعاء لله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتذكير بعظمة الله والدعوه الى اتباع الحق واصلاح النفس والمجتمع، وخطبة الجمعة هي من الاهمية بمكان ان تنتقى وتحظر التحضير الجيد بل والمدروس ايضا، فهي متنفس وساحه مهمه لحل قضايا المسلمين الفقهية والشرعية والاخلاقية والاقتصادية والسياسية وغيرها، والتي ينبغي للعلماء والمعنيين بأن يأخذوها مأخذ الجد.
وقد اشتهر الكثير من العلماءالقدماء والمعاصرين بخطبهم المؤثرة والفعاله والتي كان لها التأثير البالغ في هداية الكثير من المسلمين وحل قضايا الكثير من الأسر والجماعات المختلفة
ولكن ما نراه هذه الايام وللأسف من غالبية خطباء المساجد إن خطبهم ما هي إلا تحصيل حاصل ولمجرد سد فراغ فقط - ان صح التعبير - وفي الحقيقة لا تغني ولا تسمن من جوع، ولا زلت أذكر ولا انسى أبدا أحد أئمة الجامع الذي اصلي فيه، الذي لم يجد موضوع يتكلم فيه في خطبته إلا عن اسلام أهل عمان، والغريب انه قام بتجزئه الخطبة لأكثر من جمعة وكأنه موضوع فاقت أهميته كل قضايانا المعاصرة، وكأنه لم تعد هناك قضية تأرق الاسرة المسلمة ولا قضية تأرق الراي العام أو المجتمع المحلي أو الاقليمي أو الاسلامي والعربي كافه إلا التحدث عن إسلام أهل عمان!!
كان يتفنن في تكسير نبرة صوته بحزن عميق، وكانت طاقتة السلبيه من السوء ما شتت الطاقات الايجابية الاخرى، وبثت الملل وربما الغثيان للبعض خصوصا من المخلصين المحبين لامة محمد والمتحسرين لما آلت إليه هذه الامه العظيمه من الهون والضعف والمرض الفكري العقيم الذي ألم بها
مجتمعنافي الحقيقه ملئ بالقضايا المختلفه كتردي المناهج التعليمية في المدارس وردائة جودة الكادر التعليمي وجهل أهل القرار في المناهج وأكتفائهم بالتقليد الاعمى لجلب كل ما يزيد الوجع ألما، وقضية الاختلاط الذي ليس له مبرر إلا استجابة للغرب ومتطلباته لفساد المجتمع والذي أتت ثماره ، فيوما بعد يوم نسمع ونقرأ الكثير من القصص الاجراميه الشبيهه للتي تحصل في المجتمعات الغربية والغير اسلامية كالاغتصاب والقتل وغيرها
وكذلك قضايانا الاقتصادية والظلم والاستغلال والواسطات سواء في القطاعات الحكومية أو الخاصة وغيرها وما ينتج عنها من انتشار الرشوة والخيانة واستغلال المنصب والمصالح الشخصية والتي غلبت على المصالح العامة مما نتج عنها ظهور الكثير من المشاكل
وكذلك القضايا الاخلاقية ابتداءا من الاسرة والجيران والمدرسة والسوق ومكان العمل وما نتج عنها من انتشار الزنا وشرب الكحوليات والمخدرات واللواط والسحاق وغيرها الكثير
وكأن خطبائنا الكرام في غيبوبة تامة عن ذلك وأكتفاء بعضهم بالحديث عن اسلام اهل عمان وقصة اسلام بلال وغيرهم من الصحابة الكرام
هذا من جهه ومن جهه اخرى يجب أن يعي الخطباء إن المصلين الحاضرين في الجامع أو المسجد هم من ثقافات مختلفة وتختلف درجاتهم العلمية والثقافية والمعرفية، فمسؤوليه اعداد الخطبة هي مسؤوليه كبيرة يجب ان تأخذ في الاعتبار كل الاجناس والاعمار والثقافات لتناسب كل تلك الشرائح، كما يجب ان تكون ملائمةلغويا للجميع بعيدا عن الالفاظ الصعبة والمحسنات البديعية الغير مفهومة ، كما ان موضوع الخطبة يجب ان يكون ذا أهمية كبيرة لطرحة بأسلوب جيد، وعرض معه اسباب القضية وما آلت اليه وما ستؤل إليه ان لم يتم حلها وعرض الحلول لها والبدائل المهمة للحلول وغيرها حتى يمكن ان يبنى على الخطبة مشروع يمكن ان يطور وينظم ويبرمج وينفذ، هكذا الخطب هي من الفرص القليلة لتجمع الناس ومناقشة قضاياهم بالاضافة الى الذكر والدعاء وشحذ الهمم للعمل الصالح والجاد من أجل الفرد والمجتمع عامة
ودمتم بصفاء وروح ايجابية دائما