السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بكم في مدونة - ديمومة- أدام الله عليكم الصحة والسعادة والسلام


ملاحظة: يمنع نسخ أو اقتباس أي مادة من هذه المدونة بدون إذن صاحبها





الخميس، 22 ديسمبر 2011

اللحظة


قيل بأن العيش في الزمن، هو من أسباب الشقاء والفشل في الحياة !! ، قد تبدو عبارة غريبة نوعاً ما، ولكن تتبين عندما نعرّف الزمن على انه  الماضي والمستقبل.. أما الحاضر فهو الواقع الذي نعيش وهو الذي يستطيع الانسان ان يتحكم فيه ويحدد موقفه .. أما الماضي فقد فات ولا حيله في تغييره .. والمستقبل لا نعلمه وهو من الغيبيات !!
قد يعارض احدهم بأن الماضي والمستقبل مهم جداً للنجاح فكيف يكون من أسباب الفشل؟  سؤال وجيه ومعقول .. ولكن علماء النفس وفلاسفة الطاقة يقولون بأن الإنسان أذا تعلم من الماضي لتصحيح مساره في الحاضر فنعم يكون زيادةً في وعيه ومعرفته مما يقوده الى العمل من اجل تجنب تكرار الأخطاء .. ولكن الغالبية العظمى من الناس يأخذ الماضي  على انه الذكريات الجميلة أو التعيسة..فان شغل نفسه بجمال الماضي فأنه يترجم لعقله الباطن بان الحاضر غير جميل!! ..  واذا شغل نفسه بسيئات الماضي فكأنه يترجم لعقله الباطن بان الحاضر امتداد ونتيجة حتمية لسيئات الماضي!! ( طبعاً هذا النمط السلبي من البشر) وما أكثرهم .. وكذلك الحال عندما يركز التفكير في المستقبل ..عادة ما يفكر الإنسان في أشياء بعيدة المنال .. وفي الحقيقة لا يضمن عمره هل يصل إلى ما يصبو إليه أم لا!! .. لأن العمر بيد الله ولا قدرة على الإنسان في تغيير ذلك.
لذلك فأن التفكير الدائم في الماضي والمستقبل .. يقوم بإرسال إيحاءات للعقل الباطن .. بجمال الماضي أو بؤسه وبصورة ذهنية غير مضمونة للمستقبل .. وهذا النوع من التفكير يتحول الى سلوك دائم مما يرتقي الى ان يكون عادة مستمرة ينتج عنها مسح الحاضر من العقل الباطن! .. والحاضر كما ذكرنا مسبقاً هو الحقيقة و الواقع الذي باليد لذلك فأن قدرة الانسان دائما تكون في حاضرة.
يقول الدكتور صلاح الراشد في إحدى حلقاته .. أذا أردت ان تفسد مجتمع .. فأجعله يعيش في الماضي أو في المستقبل .. أي أجعله يتغنى بأمجاد الامه في الماضي .. ومميزات العلاقات الاجتماعية  في الماضي .. وتكاتف الناس في الماضي .. وغيرها مما نسمعه كثيرا من الناس .. أو اجعلهم يفكروا في المستقبل كثيراً .. كثرة التخطيط .. والرسم المستقبلي البعيد .. والحلم بالثروات .. والحلم بالقصور والوجاهة .. الحلم بالوظائف الإدارية والقيادية العليا .. وغيرها .. كل ذلك كفيل بان يشغل الفرد والأمة  لأشياء غير منطقية .. مما يؤخرها من تحقيق التقدم والرقي.
يقول المتخصصين في النفس البشرية .. ان اغلب أمراض الإنسان العضوية والنفسية هي من التفكير !! سوآءا في الماضي أو المستقبل!! وأغلب البشر المتمتعين بالصحة والاستقرار النفسي هم من يعيشون اللحظة .. يتعلمون من الماضي بإيجابية ويبنون منه للحظة  (الحاضر) ..
عيش اللحظة ..هو فن وفلسفة ناجحة .. لا يتقنها سوى أصحاب العقول البسيطة والبعيدة عن التعقيد .. أصحاب العقول النيرة والغير مظلمة .. فبالتالي  تكون هي السبب في طمأنينتهم ونجاحهم وسعادتهم .
اذاً فن اللحظة .. هو استثمار الحاضر والعمل فيه دون تسويف .. سواءاً في العبادة أو العمل المتخصص أو طلب العلم أو الرياضة أو أي شيء آخر يريد ان يقوم به الإنسان ويعود عليه بالخير.  

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

النظافة .. وصلاة الجمعة


الجمعة الماضية كنت محظوظاً .. هكذا أنا.. وربما الكثيرين مثلي .. يترقب يوم عيد المسلمين الاسبوعي وتجمع المسلمين في صلاةٌ يميزها ويزينها (خطبتها) التي يفترض ان تكون درساً تذكيرياً ودعوياً ومحفزاً وحلاً لقاضيا المجتمع.. هكذا أنا .. وربما الكثيرين غيري .. ينتظرون الجمعة وصلاتها .. "على الحظ" .. يعيشون على الحظ في صلاة الجمعة!!! .. نعم ، أقولها بكل حسرة .. يصيبني الاشمئزاز والحزن غالباً بعد كل صلاة جمعة .. ويتكرر الحال كذلك في رمضان بعد كل صلاة تراويح .. أما في باقي الصلوات في المسجد ربما يكون الحال أفضل ..باستثناء صلاة المغرب التي قد نجد للحظ حضوراً فيها أيضاً، نظرا لكثرة مرتادين المسجد من المصلين في هذه الصلاة !!
أصدُق القول بأن النظافة هي عنوان كل حضارة، ومؤشر رقيّها، بل ومقياس تحضر ابنائها. وثقافة الشعوب تقاس بمدى تقيّد ابنائها بفنون وآداب التعايش والاحترام والاخلاق بينهم وبين الآخرين.  وليس غريب ان يهتم ديننا الحنيف بالنظافة اهتماما كبيراً جداً، ليس اهتماما عادياً وإنما اهتماما بلغ أهميته بأن ربطة بالعبادة ومكان العبادة وكل جوانب الحياة . يقول الله تعالي (ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) ويقول ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) ويقول (وان كنتم جنبا فاطهروا) ويقول ( وثيابك فطهّر)  ويقول ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق ان تقوم فيه، فيه رجال يحبون ان يتطّهروا والله يحب المتطهرين) صدق الله العظيم ، وهناك الكثير غيرها من الآيات القرآنية تدعو الى النظافة والطُهر. وتأتي الاحاديث النبوية لتؤكد اهتمام الاسلام بالنظافة بل وتشدد وتوجّه البشر الى أهمية النظافة . والاحاديث في ذلك كثيرة ( ان الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم) ، (ما على أحدكم إن وجد، ان يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته)، (بركة الطعام، الوضوء قبله والوضوء بعده)، ( السواك مطيبة للفم، مرضاة للرب)، ( من كان له شعر فليكرمه)، (الطهور شطر الايمان) ، (ان امتي يدعون يوم القيامة غُراً محجّلين من آثار الوضوء) ، (الفطرة خمس: الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الاظافر ونتف الابط)  وغير ذلك الكثير والكثير..
يأتي اليوم المسلمين ليرموا بكل تلك التعليمات بعرض الحائط،  بكثير من اللامبالاة وعدم الاكتراث.. كسل يقود الى جهل.. وجهل يقود الى دمار الحياة والدين!! .
أَذهب الى صلاة الجمعة ..لأشحن نفسي بالإيمانيات ..والاستمتاع والإصغاء والاستفادة من خطبة الجمعة .. ولقاء المسلمين وتبادل التحية معهم لتأصيل التلاحم والمؤاخاة والاتحاد وكل المعاني الانسانية السامية .. ولكن للأسف تلك الطاقة الايجابية غالباً ما تصطدم بحال المسلمين البائس ..منها بل وأهمها (النظافة) .. وآه على النظافة ..
تعودت منذ صغري ان اذهب الى المسجد متوضئاً .. لأتفادى الوضوء في دورات مياه المسجد (القذرة) غالباً .. ولكن الشيء الذي لا مفر منه ان يصلي أحدهم بجانبك برائحة عرقة الكريهة .. التي تخنق نفسك  لمدة لا تقل عن ساعة .. خصوصا اذا كانت الخطبة طويله .. عندها تتمنى ان ينهي الامام خطبته من أول عبارة السلام على المصلين !! أو ان يتجشأ المصلي بجنبك بخليط من الاطعمة التي قذفها على معدته المسكينة .. ليخنق نفسك وربما جعلك تتقيأ !! أو تصوم ليومين قادمين من هول الرائحة التي شممت!!.
أحدهم يأتي الى الصلاة بملابس عمله.. بعد ان قضى يوما حافلا مع الشمس الحارقة أو بين مكائن النجارة أو حتى بين أفران المخابز أو المطاعم!! .. وبعد ان اغتسلت ملابسه بعرقة مرات ومرات ..وربما لم يكتب لها الغسيل بالماء النظيف لعدة أيام او حتى اسابيع!!  .. يأتي الى المسجد بروائح ملابسة الكريهة ومنظرها المقرف .. وكأنه لا قيمة للنظافة في الاسلام .. وكأن النظافة ليست شرطا في صحة الصلاة .. ويخرج سعيدا من المسجد كأنه لم يقترف شيئا .. وكأنه لم يخدش قيمة هامة من قيم الاسلام .. وكأنه لم يؤذي أخٌ مسلم .. ولا ابالغ بأنه قد يتسبب في قطع بعض الناس عن الصلاة في المسجد!!.. هذا المشهد يتكرر كثيرا جداً .. وفقط الحظ .. هو الذي ينجيك أحيانا من هكذا مواقف.
السؤال الطبيعي الذي يتبادر الى ذهن كل غيور على هذا الدين .. لماذا المسلمين هكذا؟ ما المشكلة؟ هل المشكلة في التعليم؟ في المناهج؟ في ضعف الخطاب الدعوي؟ في تقاذف الدعاة فيما بينهم لنصرة مذاهبهم بعيدا عن الدين الحق؟ في اهتمام الدعاة بالفقه والمسائل المعقدة وبيان قدراتهم العلمية في مسائل بعيدة عن حياة الانسان البسيط؟ أم في إهمال الحياة الدنيا بحجة ان الآخرة خيراٌ وأبقى؟!! (أم ماذا؟).
يشدني.. رؤية المسيحين عندما يذهبون الى الكنيسة .. يلبسون أحسن الملابس.. ويتطيبون بأفضل الطيب.. ويجاهد الجميع ان يلتزم الاخلاق والتكلم بصوت هادئ حتى لا يؤذي الآخرين. والحرص على تعليم ابنائهم  بالالتزام بالأدب وتعليمات الكنيسة وعدم رفع صوتهم او توسيخ المكان ..  ويصغي الجميع للقساوسة بعناية واهتمام .. ويخرجون ملمين بكل حذافير الخطاب .. ناهيك عن تيقنّهم من استجابة الله لدعائهم وغسل خطيئاتهم!! .. ونحن نخرج من المساجد نذم بعضنا بعضا.. حتى وصل حال بعضهم ان انقطع عن مسجد الحارة التي يقطن بها والذهاب الى مسجد بعيد بحجة ان إمام المسجد من عائلة أو قبيلة أخرى!!.
قبل عدة سنوات التقيت بشخص كان في السابق يدين بالهندوسية وبعدها تنصّر وأصبح مسيحياً .. سألته ما السر في ذلك؟ وما الذي قاده الى ترك ديانته والدخول في ديانة أخرى؟ اجابني بصراحة وبدون تردد لتعدد الآلهه في دينه السابق والقصص الخرافية بينهما وعدم اقتناعه بالطقوس الغير عقلانية في معابدهم ووساخة وجهل اصحابه. فكيف لدين ان يهديني وعلمائه قذرين سواءً في تعاملهم أو حتى في ملبسهم!! .. وما شدّه في دينه الجديد النظافة والخطاب الراقي واهتمامه بتنمية المعرفة بجوانب الحياة المختلفة والتطبيق.
سبحان الله .. ما يشد الانسان في الاديان هو قوة رسالته .. هدايته للبشرية في الحياة الدنيا والآخرة.. خطاب العقل والرفع بالروحانيات.. مبادئه القيمة .. ومدى التزام معتقديه وايمانهم وصفاء روحهم.
(التطبيق) اعتقد هو المحور الذي يجب التركيز عليه .. في مدارسنا تُدرس النظافة في الكتب، بينما واقع الفصول الدراسية ودورات المياه والممرات والساحة المدرسية بخلاف ذلك!! .. كيف نستطيع ان نزرع قيمة في عقول ابنائنا بدون تطبيقها لتصبح عادة حسنة يقوم بها في كل مرافق حياته سواءً في المدرسة أو البيت أو السوق أو المكتب .. كيف لنا ان نزرع قيمة احترام الوقت بدون التدريب العملي على ادارة الوقت والاقتناع التام بأهميته وتطبيقه ليصبح عادة حسنة وسمة من سمات ثقافتنا العامة .. كيف لنا ان نبني قيمة المبادرة والتطوع بدون التطبيق وتعليم فنونة ونتائجه المهمة للمجتمع، أعتقد جازما بأن على القائمين على التعليم ان يعيروا (أسلوب) التعليم أهمية أكبر من أن يستمروا في تغيير (المناهج) وعمل التجارب سنه بعد سنه على الطلاب " الضحايا".
كذلك الحال عند الدعاة ورجال الدين (المطاوعة)..فالتركيز على تعليم الاخلاق والآداب وفنون التعايش السليم وطرق كسب الانسان لتحسين معيشته والاهتمام بالتعليم أهم بكثير من مجرد تلقين نطق الشهادة والاكتفاء بتعليم الصلاة والزكاة والجهاد للمستسلمين الجدد. شخصياً أمقت طريقة الدعاة في الاهتمام بمواضيع رفع الايدي في الصلاة من عدمه وتقصير الملابس ولون العمامة بدلاً من الاهتمام بنظافة الجسد والملابس والفكر واللسان والرقي في التعامل مع الآخرين.
عندما جاء الاسلام لم يعتنقه الناس لأحكامه القاسية أو لنقده الآخرين أو تعليمه رفع السلاح بينما اعتنقه الناس لما فيه من مقومات وقيم لإصلاح نفوسهم وعقولهم وعلاقاتهم مع بعضهم ولما فيه من محبة وتآلف بين افراده بعيداً عن الطبقية والعرقية ولما فيه من حرية الحوار بين غنية وفقيرة والتعايش بسلام ورحمة ولما فيه من الاهتمام بأمور الحياة اليومية من كسب رزق ونظافة وتنظيم... نحن بحاجة اليوم الى إعادة النظر في احوالنا الحياتية أكثر من أي شيء آخر.
ربما ما يراه الآخرين من تدخل القوى العظمى في مناهجنا التعليمية بنظرة سلبية، شخصياً أراه إيجابياً !!! .. لأننا وصلنا الى اللامبالاة في اشياء كثيرة، وأصابنا العوز المعرفي والعجز الثقافي !! وأصبحنا غير قادرين على تصحيح مسارنا .. عشرات الآلاف يتخرجون سنويا من المدارس والكليات والجامعات والكثير منهم لا يجيدون التعامل مع الادوات الصحية في دورات المياه !! ناهيك على الامور الحياتية الأخرى كقيادة السيارات واحترام المواعيد والاخلاص في العمل.. فأشبه التدخل الاجنبي ب(القرص) أو (الوخز) لاستنهاض انفسنا من غيبوبتها، لنفيق ونعي بأن الحياة الدنيا أيضاً لها أهمية قصوى للفوز بها والفوز بالأخرة .. فلولا وُجدنا في الدنيا لما وصلنا للآخرة.. وليس كما يقول مطوع المسجد بان الحياة لعب ولهو وعلى الانسان ان يهجرها للفوز بالأخرة الابدية!!!! فكر ومنطق هذا المطوع هو الذي أوصلنا بأن نصلي في المسجد بين بعض الاشخاص القذرين (المنفرّين) الذين يتبعون هذا المنطق السيء المنحط .. منطق هذا المطوع ومن شابهه هو الذي أوصلنا الى ننتظر حظنا في كل جمعة ..علنا نوَفق ان نصلي بين اشخاص نظيفين ملبساً وجسداً وروحاً.
دمتم بسمو الفكر .. جمال العبري

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

أوتار


(1.    وظيفتي السابقة)
في معتقل الوظيفة ..القاسي الاليف..
هممت أبني ذاتي
لاستشعر .. انسانيتي المسلوبة ..
لم أجد الطوب .. ولا الكتاب
ولا سرُ الحياه
كل  ما تبقى .. قطعة
من سحاب ..
 مع شهادة .. مرصعّه ..
سميت .. فيما بعد..
شهادة الاستعباد

(2.    عندما كنت رسّاماً)
على شرفات .. مرسمنا
نتقاسم الالوان .. والفرشاة
نستشعر الطيف ..والظلال
وشيئاً .. من زخرف الحياة
تستيقظ احلامنا .. كل صباح
بلا برواز .. ولا مرساة
تنبش المعاني .. والزهور
وما تبقى .. في قبر الرفاه
تشرق اللوحة .. والفكرة
وخيالٌ أبديّ! ..وتستمر الحياة

(3.    سديم)
حريتي ..
يا كل ملامحي
أراكِ في مرآتي ..
 شوقا يُحيي اوقاتي
فأبوح بهمس لحظاتي ..
 بأنك
كل آفاقي ..

الجمعة، 9 سبتمبر 2011

كله مجنون !!


أجد نفسي احيانا غير قادر على استيعاب ما يدور حولي من احداث وقضايا .. تارة ً يخيل لي بأنها مفبركة ومدارة من مركز ما، ذلك المركز قادر على احتواء  كل قضايا العالم وادارته بدقة متناهية مدروسة بحيث ان كل العواقب والنتائج تكون متوقعه قَرُب أمدها أم بعد، وان وارء تلك الادارة منظمات تعمل ليل نهار بكفاءة منقطعة النظير تحمل من العلم والثقافة والخبرة ما تجعلها تتعامل مع كل شيء حتى مع صغائر الامور التي قد لا تخطر ببال الانسان العادي.. وتارة يخيل لي بأن الاحداث تحدث صدفه والحكيم الذي يستطيع التعامل معها، وان هذا الحكيم يجب ان يكون انسان غير عادي، أوتي من الحكمة والعلم والمعرفه بدرجة تفوق كل البشر ولدية من القدرات والمهارات التي تجعله مستيقظ وجاهز لقيادة الدفه الى الاتجاه الذي يريد... وأحيانا اقول بان كل ما يحصل هو نتاج لتراكمات الاحداث في السنوات والعقود الماضية وان الايام دول والتاريخ يعيد نفسه،  فكم من حضارة قامت وبادت ولم يبقى منها غير التاريخ المكتوب أو بقايا من بعض مظاهرها العمرانية .. وتارة يخيّل لي بأن الامور كلها مرسومة من قبل الخليقة وما يحصل في كل ثانية ما هو إلا تنفيذ لبرمجة الكون والمسار المرسوم له والهدف من وجوده .. فلماذا اذاً التشنج وحرق الاعصاب وجلب من الامراض ما يقلّص العمر الافتراضي للفرد!!
في السابق لم يكن للاعلام وجود أو تأثير كما هو الحال في هذه الايام .. قبل عدة عقود كان المحرك الاعلامي هو الراديو والجرائد اليومية والتلفزيون الارضي وكلها من السهل ادارتها وتوجيهها من قبل الدولة ، استقبال الترددات المحددة ونشر الاخبار المطلوب توزيعها للقراء، فوجودها وتأثيرها مدار من اجهزة الدولة الامنية والسياسية، فما تريده الدولة ان تعرفه وتقرأه فتحسن به إليك وعليك بأن تسجد شكراً لها وتتضرع بالدعاء والتسبيح بوجود ادارة لم تخلق في القرون الماضية لتعطيك من الانباء ما يزيد بطنك جوعاً!!.. وما لا تريده لك الدولة فترميه في محرقة التاريخ. إلى ان جاءت القنوات الفضائية التي كانت متنفساً جديدا أجبر الحكومات على قبوله لتستغله الحكومات الكبرى في قيادة العالم (لصالحها "هي") في كل المجالات اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ودينيا وووو.. الى ان اكتسح المارد (الانترنت) وطغى على كل ما سبق ذكره ، وساعده في ذلك تقنيات الاتصال الحديثه التي تتحفنا كل دقيقة بجديد يجعلنا في لهاث لاستيعاب وفهم الجديد لانعاش ما تبقى من مخ.
قبل يومين كنت في موقع العمل، وجاد بفكري ان اخرج من دائرة البحث والقراءة عن احداث العالم ومتابعة القنوات المختلفة  والانترنت واتجه الى أحد العمال البسطاء ، الذي يعرف ادوات نجارته اكثر من أي شيء آخر في العالم، والذي لا يهمه في هذه الحياه إلا قوت يومه و أن يوفر لأبنائه البعيدين عنه بضع آلاف من الاميال العيش الكريم، سألته: ماذا يفهم من احداث العالم ؟ سكت برهه وفكر قليلا ثم ابتسم وقال ( كله مجنون) !! كانت تلك الكلمتين تقريبا هي ما ابحث عنه، كيف استطاع هذا العامل ان يتوصل لفك شفرة هذه المعادلة المعقدة.. قال بعدها كلمات لم اصغى لها جيدا،  كنت مشغولا فقط بهاتين الكلمتين، أو ربما كان لا يهمني ان استمع الى شيء آخر يخرجني من نشوة الابحار في هاتين الكلمتين، وتركته عائدا الى المكتب.
في طريقي تذكرت قصة المدينة التي أصابها طاعون الجنون!!  وكان الطاعون قد نزل بنهر المدينة وكل من شرب من النهر أصابه داء الجنون، فمنع الملك الجميع ان يشربوا من النهر، ولكن منعه لم يجدي فالجميع تقريبا شربوا منه لأنه مصدر شربهم الوحيد، والغريب ان من يشرب منه يعتقد انه هو العاقل ومن لم يشرب هو المجنون!! .. وفي يوم ادرك الملك ان الملكة وجميع من في القصر قد شربوا ايضا من النهر ولم يبقى معه احد سوى الوزير وحرسه .. فأمر الوزير بأن يبلغ الحرس بمنع من تبقى الشرب من النهر فقال له الوزير بأن جميع الحرس هم ايضا شربوا من النهر ولم يبقى في البلاد سواه والملك فقط، وان الجميع يعتقد بان الملك والوزير مجانين فالناس هم الاغلبية الساحقة وما هم سوى حبتين رمل وسط كثبان كبير .. عندها سكت الملك وفكر طويلا وقال: يا وزير أغدق عليّ بكأس من نهر الجنون فأن الجنون ان تظل عاقلا في دنيا المجانين !!!.
نعم .. الدول العظمى ابتدعت أنظمة وقوانين، وشكلت على اثرها منظمات ومؤسسات تدير العالم لتنتهك ثروات ومقدرات الامم والشعوب .. أنظمة وقوانين قائمة على الفساد والاستغلال ونشر الرذيلة والتلاعب بكل شيء ومحاربة كل شيء.. الاخلاق والمبادئ والقيم والدين والتاريخ ووو.. وانساق الجميع وراء ذلك الطاعون وشربت اغلب حكومات العالم من نهر هذه الانظمة ومن لم يشرب اجبر على الشرب في النهاية ليعيش وسط المجانين ..
لا أدري .. قد يكون ذلك العامل هو أحد الخيميائيين الذين يعيشون في الواحات بعيدين عن ضوضاء العامة، لا يحملون معهم سوى حجر الفلاسفة واكسير الحياة، ويعيشون حياة العصافير، يقتاتون لأجل ما يبقيهم في حياتهم المكتوبة وزادهم فيها فكرهم والعيش من أجل أسطورتهم الشخصية وحق السعادة .. (كله مجنون) كلمتين (كله) بمعنى الكل وهي الغالبية العظمى مع استثناء القلة القليلة جداً .. وهذا ما أيده القرآن في سورة الكهف تحديدا ، في قصة الخضر عندما أحدث عيبا في سفينة مساكين البحر حتى لا يأخذها الملك ويغرقها.. فالملك لا يأخذ إلا كل سفينه صالحة خالية من العيوب.. وهنا بُعد آخر ربما لذلك العيب ..ربما أحدثه لتدخل في السفينة  كمية من الماء قادرة على زيادة وزنها فتزيد من ثباتها و صمودها ولو لفترة امام الاعصار والموج العاتي حتى تنجو بمن فيها(والله أعلم) .. أذاً (كله) يعنى السواد الاعظم من حكومات الدول في العالم ... و(مجنون) والجنون في اللغة يعني التستر ، والمجنون المستور العقل يجعله يأتي بأشياء لا يقبلها العقل الغير مستور.. وما سميّ الجن إلا لتسترهم واجتنابهم عن الابصار فلا أحد يراهم .. والجنين مستور في بطن أمه .. لذلك (مجنون) هنا التستر.. فقد دأبت معظم الانظمة الظالمة بممارسة ظلمها وفسادها وراء قوانين ولوائح تتستر بها لتجعلها في الظاهر تعمل من أجل الشعوب والوطن بينما وراء ذلك استغلال ونهب للثروات لحسابات خاصة ولمنظمات عليا.
بالفعل يا صديقي العامل (الفيلسوف) .. كله مجنون.. وكلهم مجانيين !!
أرى لا سبيل للشفاء من هذا الطاعون سوى التحرر من أنظمة الفساد ومن التبعية لمؤسساته العظمى ، وإلا سنظل (كله مجنون).
دمتم بصفاء العقل .. جمال العبري 

الجمعة، 19 أغسطس 2011

حكم فلسفية


الانتـــقام

أن تعض ( كلبا )!! .. لأنه عضــك

 

رفع الأثقــال

.. يمارسها الأقوياء في الملعب

ويتمرس عليها الفقراء في الحياة

 

الاقتصــــاد

تحرم نفسك من الضروريات

حتى يستمتع ورثتك بـ الكماليات

 

النفـــــاق

أداة من أدوات ( النصب ) !! ... لا يعترف بها أهل اللغة

 

المقهـــى

مكان يجتمع فيه صديقين .. ليغتابا صديق ثالث

 

القامــــوس

وضعه ( العلماء ) ليعتمد عليه ( الجهلاء ) ويبقوا على جهلهم

 

المحفظــــة

بطاقة تعارف يدل ( حجمها ) على حجم ( صاحبها )

 

الثقافــــة

ما يتبقى ... بعدما تنسى كل شيء

 

النكتـــــة

تضحكنا إذا وقعت لغيرنا

وتزعلنا إذا وقعت لنــا

 

الأســـــرار

تبوح بها للآخرين .. ليستغلوها ضدك عند اللزوم

 

التشــــريح

العملية الجراحية الوحيدة التي ( يضمن ) الطبيب نجاحها

 

المســـــرح

تدفع فيه ( الكثير) لرؤية أشخاص لا يدفعون ريال واحد ليروك

 

الحرب الباردة

ابتسامة امرأة لامرأة أخرى

 

البلاغـــــة

بواسطتها تستطيع أن تتكلم كثيراً دون أن تقول شيئاً

 

التواضـــع

الخلق الوحيد الذي لا يستطيع صاحبه أن يفاخر به

 

 

الجمعة، 12 أغسطس 2011

لملمة مشاعر


يقيني ..نبع الاحاسيس ..يرويني

شهد المعاني.. هطلٌ من دواويني
يسبق الانفاس ..
والاحساس ..
يحوي كل ما فيني..
*******
تذكرت يوما.. ادمعت عيني عليه ..ومضى
سابق الاوتار .. ينشد الرحيل ..المر والأسى
تنتحب الكلمات..
والآهات..
تعصر كل ما بقى
*******
تذبل الآهات.. حزناً في هواها
تأخذني بعيدا .. بعيداً .. عن مداها
ترحل الاطياف..
والاصداف..
تستهلك كل قطرٌ.. من دواها.
********
نبذل الغالي .. لربي .. وحباً للوطن
عله يشفع لنا.. ذلاً .. ونهراً من المحن
ينير القلوب..
والدروب..
يبيد الظلم عنا .. والحزن
********
ليت شعري ..في سناها.. ينتشي غيم المطر
يروّي العطشى ..زلالاً ..وسلاماً للبشر
يحرر البلاد..
والعباد..
يُحي العقول ..قبل السهل والمدر
********
أخالني بحّار..يبحر..في صحراء الحروف
يخونني المعنى.. وللمعنى تفاسيرٌ ألوف
تنثر الأمواج..
والأفواج..
يعالج الماضي ..السقيم ... بالسفوف!

الخميس، 21 يوليو 2011

في الكوستا كوفي

اجتمعوا حول الطاولة الدائرية..

حيث الابتسامة ..تنطق قبل اللسان احياناً

البعض يحاكي الرقي والسعادة الشكلية..

بعكس الحال في بيوتهم ..

حيث الغضب ينطق قبل اللسان غالباً

يتبادلون الحكايات .. والاحداث اليومية

تتناثر نظراتهم على الفاتنات..

الذاهبات والايبات من والى كل مكان!!

بعضهن كانت تبادلهم الابتسامات .. لغرض ما!!

والبعض غض خجلا و من ناحية دينية

كنا نسير كما يسير المارون

بهدف وبدون هدف .. رتم الحياة العصرية

ونتلصص النظرات على الجالسين في المقهى

علنا نرى أُدبائنا أوشعراءنا هناك

او الهاربين من المكتبات المطوية

اغلبهم يبتسم .. او يتصنع الابتسامه بصوره عفوية

أحدهم يتصفح الفيسبوك على هاتفه الجديد ..أو الآيباد

الذي كلفه تأجيل اقساطه البنكيه

وآخر يحاول ان يجد ردا على البلوتوث

ولو حتى من مشاكسه غجريه

جلسوا وفناجين قهوتهم فاحت روائحها الزكيه

وضلت ابتساماتهم كما هي.. قبل وبعد صوت الآذان

وقد انستهم صلاتهم القدريه

تناسوا فناجينهم تبرد .. ليشربوها بعد ذلك بدون استساغه

وبدون رغبه جديه

فقط من باب الاتيكيت والثقافه العالميه

يتكرر المشهد يوميا .. الوقت يمضى

وتمضي الفاتنات الى محل المكياج القريب

لتعود امامهم بوجوه صناعيه

ونحن نرى وننتقد .. وغيرنا مشغول بالطاقة النووية

وننتظر على أمل زيادة رواتبنا الشهرية

لنقترض ونسافر الى كوستا كوفي .. في بلاد غربية

لنرى آخرون ..يجلسون حول الطاولة الدائرية

لنقارن ما يفعلوه هناك .. وما يفعله شباب العربية.

الجمعة، 17 يونيو 2011

صراع الدعاة

الاسلام .. الدين ذو المعجزة الخالدة. لا أدري لماذا عندما أتفكر في حال المسلمين اليوم ومذاهبه وعلمائه وشبابة يزيدني تشتت!! ويجهد ذهني كثيراً  وفي أكثر الاحيان لا أستطيع حتى التعبير عن ما يدور في مكنونات نفسي. الدعاة – وما أكثرهم اليوم – سوقهم اليوم ثري وزبائنهم كثر مع التقدم التقني للاتصالات المرئية والمسموعة والمكتوبة. قنوات التليفزيون والاذاعة والمواقع الالكترونية والمنتديات والمدونات والفيسبوك والتويتر ولا نعلم ما القادم في المستقبل. كل منهم يدعو الى الله والى الهداية للنجاح في الحياة الدنيا والفوز بالآخرة الابدية وهذا هو الاساس في الدعوة ولكن عندما يغوص بعض دعاتنا في خضم المواضيع فتجدهم ينحرفون عن الهدف فيبطنون التسويق لمذاهبهم وأفكارهم ويحاربون إخوانهم الدعاة الآخرين بحجة أو بدون حجة ويرو في انفسهم بأنهم هم الوحيدين على الحق وكأن الاخرين في ضلال!!. فتتحول عملية الدعوة  الى مادة قذرة من شأنها تشتيت الامة بين مذهبية وعنصرية وطائفية وثقافية وسياسية وغيرها.
قبل يومين كنت اتابع احدى القنوات على اليوتيوب، ساءني مشاهدة حلقة لأحد الدعاة المعروفين وهو ينتقد ويشن حملة هجومية شعواء على الدعاة الوسطيين من أمثال د. طارق السويدان ويتهمهم بتمييع الدعوة وضعف خطابهم مع غير المسلمين والغرب خصوصاً، وبدا التعصب الغير محمود واضحا على طريقته في النقد. تمالكت نفسي حتى نهاية اللقاء وبعدها أخذت أتفكر ما الذي يدعو عالم وداعي محترم أن يقود هجوم كهذا على أخوانة الدعاة وعلى الملأ، ما الذي سيجنيه هو من تلك الكلمات الجارحة بحق الغير وما الرسالة الموجهة للمتلقي وهل تخدم الهدف الأسمى من الدعوة الى الله، وأنا كمتلقي اذا ما رددت ما قاله هذا الداعي ونشرت افكاره لأصد الناس عن الاستماع للمدعي عليه هل سيزيدني ذلك قربة ومنزلة من الله وهل سيكتب لي ذلك في حسناتي ويمحو من سيئاتي!!  
أحياناً أفسر مثل هذه الحالات والقصص لهؤلاء وغيرهم هو اصابتهم بداء الحسد والرياء الذي يصيب أغلب بني البشر خصوصا عندما يرزقون بشيء من الوجاهة والسلطة والشهرة، وأحيانا أفسره بداء الاختلاف في وجهات النظر والاتجاهات الفلسفية المختلفة ، وتارةً أخرى أغزي تفسيري الى التحجر وغلق القلب عن التعمق في المناقشة وفهم الآخر والرضا بظاهر النصوص عن مضمونها الدفين. وربما تكون كل هذه التفاسير قد تتجمع في شخص كهذا الداعي المتعصب. الذي أفهمه ان التعصب يخلق طاقة سلبية من شأنها ان تفسد مجتمع بأكمله، من شأنها أن تخلق حرب تبيد الكثير من الابرياء، من شأنها ان تنشر امراض عضوية ونفسية قد يفوق تأثيرها الانسان لتصل الى الحيوان والنبات والمناخ المحيط. التعصب سلوك شنيع لا ينبغي ان يوجد في الدعاة وإلا دعواتهم ستقود الامة الى الضياع.. وهذا ما نعانيه اليوم
قبل أكثر من عشر سنوات ظهر على شاشات التليفزيون وفي قناة أقرأ تحديداً الاستاذ عمرو خالد، بحلقات قصصية عن أصحاب رسول الله محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم. ظهر الاستاذ عمرو بشكل آخر عن الدعاة المعتاد رؤيتهم على الشاشات وفي المساجد حيث كان حليق اللحية ويلبس القميص والبنطلون على عكس الدعاة التقليدين اصحاب اللحي الطويلة والملابس البيضاء، شيء آخر بأن الاستاذ عمرو يتكلم بلهجه سلسة مفهومة ليس في مصر وحسب بل في جميع الدول العربية بينما أغلب شيوخنا كانوا يتكلمون الفصحي التي باتت تصعب على الانسان البسيط العامي فهمها. ما أردت أن اقوله ان تلك الحلقات كانت لها تأثير كبيرًا جداً على الشباب العربي في الرجوع الى الدين والهداية والتمسك باركان الاسلام والحجاب. وفي تلك الفترة تحديدا كان واضحا تزايد تمسك الشباب بالصلاة في المساجد، والعودة الى الاخلاق الاسلامية الفاضلة وأصبح الجميع يتابع الاستاذ عمرو خالد في جميع برامجه اللاحقة، وهو الشيء الذي لم يناله المشايخ والعلماء والدعاة التقليديين.  والعجيب بأن ظهر من أصحاب اللحي والعمائم من يهاجم الاستاذ عمرو ويحرّض الاخرين على عدم إتباعه لعدم إجازته من الأزهر كداعي معترف به!!!!!
مثل هذه الحالات تعطي انطباعاً واضحا بأن هناك فراغ كبير بين التعاليم الدينية الحقة والموجودة في كتاب الله وسنة نبيه  وبين الخطاب الدعوي. الكثير من الكتب تُصدر سنويا والكثير من المحاضرات تعقد يومياً والكثير من المواقع والنقاشات والمؤتمرات وحلقات العمل تدور في كل لحظة وحين ، جهد كبير يبذل ولكن في النهاية يبدو وكأنه يتلاشى في حلقة مفرغة !! وهذا أعتقد هو الجواب لمجموعة أسئلة كثيرة تدور في ذهني.. لماذا الغير مسلمين لا يقتنعون بالإسلام ؟ ولماذا بعضهم يسلم لفترة ويعود بعدها لدينه القديم؟ ولماذا البعض يسلم اسمياً ويضل بعدها يمارس ضلالاته؟ ولماذا بعض المسلمين أنفسهم لا يربطهم بالإسلام غير الاسم فقط؟ لماذا البعض يحرص على الصلاة في المساجد امام الناس من جهة ومن جهة أخرى يمارس الزنا واللواط ويشرب الخمر وهي كلها كبائر محرمة؟ وطالما أن ديننا الاسلامي هو الحق لماذا نغلق حرية الرأي! لماذا لا يناقش الملحد والنصراني والهندوسي وغيرهم؟ لماذا تمنع كتبهم من النشر؟! حتى ان الدول السنية  قليلا ما تجد فيها كتب الشيعة والاباضية والدول الشيعية قليلا ما تجد فيها كتب السنة والاباضية وغيرهم؟! وكذلك المسلسلات والافلام  الغربية تدبلج وتعرض ولا تعرض الافلام الاسلامية من دولة شيعية؟!!
طالما الاسلام على حق.. لماذا تصادر حرية الرأي. لماذا تمنع الكتب وهي علم يحق لكل انسان .. وبأي منطق ؟!!  أم ان العلماء انشغلوا بالحرب فيما بينهم ونسوا دعوتهم !!  تصحيح مسار الدعوة لن يتم طالما لم يصحح الدعاة أنفسهم، وأرى على الوسطيين منهم ممن ينتهج المنطق والفكر الاسلامي الحق ان يعيروا دعوة المؤسسات التشريعية في البلاد الاهمية الأكبر من حلقات المساجد والتجمعات الأخرى لإعادة صياغة ورسم وزارات الاعلام والتربية والتعليم فهي الاساس لنشر الوعي بين المجتمع.

الخميس، 19 مايو 2011

شــذرات



معــراج قلب
تثمر الكلمات شجا
عند البكور وعند المساء
تزهر الذات حروفاً
طيفها.. ينهي عزوفاً
قد تسمّر وارتوى
وتجلى وأختفى
يسابق قلبي سراباً
ولا يجني إلا تراباً
كان أصلاً واستوى
فتعربد وأشتكى
فكان هو.. وكنت أنا

القضـيـة
فلسطين .. الدمعة التي لن تنشف
إلا بالحرية والعزة
الجبناء يتساقطون  من حولك
بعدما أسقطوك دهراً
علها إرادة الرب ووعده
لا بوعود الجبناء
ولا بسلام الاشقياء
 ستعودين قريبا .. حره أبيّه

هـيــام
كونية الشذرات .. تصدع وقتي
مستبدة الأطيــاف ..شمسيــه
كهيـجان بحر .. هــزّ سفينة
ومن الأرق .. أحيا نعــــــاس
زلزال انتي ...يبني أملاً
على أنقاض الدقائق..
وصهيل الاجراس!!
تشنج الحرف .. في شفتي
صقيعاً .. على غيومٍ صيفيــه
يهجر الغابات والأقلام...
أسير العدم ... والوجود
والحــــرية!

السبت، 14 مايو 2011

مسقط .. والتخطيط !!! (2)


نستكمل موضوع اخطاء التخطيط في مسقط .. وهنا أريد ان اعرّج على موضوع الشوارع ومنها بالطبع شريان مسقط االرئيسي (شارع السلطان قابوس)، الزائر لمسقط يلاحظ ما لا قد يلاحظه في مكان آخر، فمثلا الجسور العلوية كلها صممت بأسلوب عكسي و لا اعتقد بأن احد من المهندسين في البلدية قد درس هذا النوع من الجسور في دراسته الجامعية فهو مخالف لمنطق (الحلول لضمان انسيابية الشارع)، رئيس البلدية السابق (المدلل من قبل الديوان) كان على علم بتلك الأخطاء ولكن يبدو أنه لم يكن ليستمع بسبب نظرته المادية التجارية فهو تاجر في المقام الأول قبل ان يكون مسئول حكومي أو مهندس وهذا كان واضحا و جلياً من خلال كل المشاريع والانشطة التي كانت تقوم بها بلدية مسقط في عهده واستمرت حتى الآن بسبب ان الرئيس الحالي ليس طموحا بما يتناسب مع العمل البلدي حتى ان الادارة المحركة التي تربت على اسلوب الرئيس السابق لم يغيّر فيها شيء وظلت كما هي تسير بنفس العقلية.
نعود للجسور، المعروف منطقيا وهندسيا بأن المار على شارع رئيسي لا يفترض بان يصعد جسور علوية لمواصلة طريقة إلا لأسباب قاهرة كالتضاريس (الأودية أو الانهار) أو أي عائق لا يمكن ازالته. الشائع والمعروف بأن الجسور تصمم لقاطع الطريق الرئيسي، فمثلا القادم من المناطق على يمين الشارع ويريد الذهاب الى المنطقة على يسار الشارع يقطع جسر علوى ليصل الى وجهته بينما المار على الشارع الرئيسي يستمر على مساره الارضي بدون تأثير. جميع الجسور الحالية في مسقط بهذه الصورة باستثناء شارع الخط السريع الذي افتتح مؤخرا قبل خمسة أشهر تقريبا. فكل الجسور مبنية على الشارع الرئيسي للمسار السريع وليس للقاطع من الضفتين على جوانب الشارع، كما ان الجسور غير مصممة لمرور الشاحنات او العربات اكثر من 5 طن بمعنى على كل الشاحنات القادمة من المناطق ان تتوقف عند كل جسر لتقطع الدوار او الاشارات المرورية بتحته لتستمر في طريقها للميناء مما يتسبب في الازدحام الكبير.
التخطيط السكني أيضا لم يخل من العيوب، مناطق كبيرة خططت كالمعبيلة مثلا  فهي منطقة سكنية وبها منطقة تجارية وصناعية  ولم يتم تزويدها بالمداخل والمخارج المناسبة، فالمنطقة المذكورة التي تزيد فيها عدد المدارس الحكومية عن الاثني عشر مدرسة حتى الآن بالإضافة الى غيرها من المدارس الخاصة لا يوجد لها سوى مدخلين أو ثلاثة فقط وتم فتح مؤخرا مدخل آخر من منطقة حلبان (الشارع السريع).والحال مشابهه في المناطق الاخرى كالأنصب  وغيرها.  كذلك الحدائق والمتنزهات ففي مسقط لا توجد سوى ثلاث حدائق رئيسية يستطيع الانسان ان يمارس فيها الرياضة او التنزه والاستجمام مع العائلة وهي حديقة القرم وريام والصحوة والباقي لا تعتبر سوى رقع خضرا لا تصلح إلا كملاعب للأطفال  وهي قليلة جداً ان حصرتها.
المناطق الصناعية، كان تخطيطها في السابق جيدا بعيدا عن المناطق السكنية ، ولكن مع النمو  السكاني المتسارع اصحبت منطقة غلا الصناعية في منتصف المدينة. بينما بقت منطقة الرسيل الصناعية محمية بسلسلة الجبال المحيطة بها التي نأمل ان لا يهجم عليها الزحف السكاني.  بالرغم من الصناعات الموجودة في السلطنة تعتبر من الصناعات الخفيفة ولا ترقي إلا للتغليف والتركيب ولكنها أصبحت مصدر ازعاج للسكان وحركة الحاويات والشاحنات والموظفين بها باتت تشكل اختناقات مرورية في المدينة عليه يجب على الحكومة التحرك بسرعة لنقل هذه المناطق الى مناطق بعيدة مناسبة لها . المشكلة الحقيقة في المناطق الصناعية هي ميناء الفحل (الميناء النفطي) الذي يتوسط محافظة مسقط، فلو حصل أي مشكلة به أو بالمصفاة القريبة منه فستشكل كارثة انسانية وبيئية كبيرة . اعتقد بانه من المهم جداً إعادة النظر في ذلك الموقع وانشاء ميناء آخر بعيدا عن التجمعات السكانية.
تصريف مياه الامطار غائبه عن مسقط سوى في منطقة شاطئ القرم التي تعتبر الأرقى في مسقط وشخصيا اعتبرها الأسواء تخطيطا في مسقط، فلو ناقشنا مشكلة شبكة تصريف مياه الامطار بها، فهي أولا شبكة من القنوات المكشوفة موقعها امام المباني التي تشكل خطرا على الاطفال، ثانيا البلدية مهملة تماما في صيانة هذه الشبكة فجم الشبكة تحوى على مستنقعات للمياه والنباتات والحشائش والقاذورات والاوساخ المختلفة مما تتسبب في تكاثر الكثير من البعوض والذباب والحشرات المختلفة. الاراضي في شاطئ القرم ضيقة وشكلها طولي مما تسبب في عدم وجود الارتدادات الكافية لحفظ الخصوصية لمالكي المباني فلو فتحت نافذة المنزل فمباشرة تطل بها على جارك (لعدم وجود مسافة بينكما سوي 3 الى 4 امتار فقط) ، جميع المباني يقال بانها  صممت بنمط ومعمار اسلامي بينما أراه انا وغيري الكثيرين بأنه معمار هندوسي بمعنى الكلمة، شوارع ضيقة ، مباني كبيرة على اراضي ضيقة ، لا توجد مواقف تكفى للزائرين وغير ذلك الكثير.
موضوع كهذا يحتاج الى بحث دقيق للخروج بحلول ناجحة ليس لمرحلة قصيرة وانما لحلول نموذجية صالحة لأطول فترة ممكنة. وللخروج بتلك الحلول يجب ان تشرك بيوت الخبرة الهندسية العالمية الحقيقة وليست بيوت النهب والمصالح الشخصية الموبوءة بحثالة المهندسين عديمي الضمير واكثرهم من الجاليات الاسيوية القريبة من السلطنة. موضوع كبير لا تكفيه هذه السطور لسبل أغواره بينما يستحق الاهتمام  للإلمام به .

الأربعاء، 11 مايو 2011

مسقط ... والتخطيط ! (1)


لا ادري من أين ابداء والى أين انتهي، ولكني سأحاول الايجاز ليسهل على القارئ .. موضوع التخطيط العمراني وتخطيط المدن عامة موضوع واسع ومترامي الاطراف تدخل فيه الكثير من الحسابات والدراسات والسياسات والرؤى والتوجهات، تشترك فيه الكثير من الجهات والقطاعات المختلفة  في الدولة، لذلك نرى بأن العمل المناط  بمهندسين التخطيط مهم وكبير جدا ويترتب عليه الكثير من المسئوليات وعليه  فمن الاهمية بمكان ان  يجيد هؤلاء المخططين  بكل التطلعات والاهداف التنموية  وان يجمعوا بين النظريات الهندسية وبين الاحصائيات السكانية والصحية والاقتصادية والرؤية العامة للدولة وتطلعاتها لكل مدينة على حده وخططها البعيدة المدى. عليه وفي اعتقادي اذا لم توجد الادارة الواعية في البلد لادارك ذلك وادارته، واذا لم توجد خطط واقعية مبنية على دراسات طويلة لهدف واضح يشمل رؤى بعيدة الامد تخدم عدة اجيال على الاقل فانه لن ينتج من العمران إلا تخبط عشواء، وسيدخل الدولة في متاهات كثيرة جدا من عمليات التصحيح واعادة التطوير مما سيكلفها الكثير والكثير لاحتواء تلك المشكلات، الامر الذي  سيؤثر سلبا بالتأكيد على مجالات التنمية الاخرى التي سنعتبرها هنا الضحية لجهل الحكومة الغير مدركة لقيمة التخطيط.
هذه المقدمة أردت ان ابدأ بها لأدخل في موضوعي المخصص لمسقط .. المدينة ذات الطبوغرافية المميزة، التي يحدها من الشمال البحر ومن الجنوب والشرق الجبال الصخرية الصلبة ومن الغرب والشمال الغربي ساحل الباطنة الممتد والذي ايضا تحده الجبال من الغرب ولو انها بعيدة نوعا ما بالمقارنة مع مسقط.
كموقع لا تتميز مسقط كثيرا عن مثيلاتها من المدن الساحلية في السلطنة كصور وصحار سوى جبالها الصماء القريبة من البحر، التي قد تكون لها ميزة عسكرية في السابق اكثر من أي شيء آخر، فتلك الجبال كانت تمثل في القديم منارة عالية لمراقبة البحر والبر والتحسب للعدو مسبقا قبل وصوله، اما من الناحية الاقتصادية فمواقع بعض المدن الاخرى  أفضل بكثير من مسقط.
مستوى ساحل مسقط لا يعلو كثيرا عن مستوى سطح البحر فهو على مستوى البحر تقريباً، لذلك فأن المأزق كبير عند هطول الامطار وجريان الاودية من الجبال الى جهه البحر وخصوصا عند ساعات المد البحري عندها تصبح مسقط مستنقع مائي كبير كما حصل في اعصار جونو 2007 م.
هذه القراءه لا أعتقد انها كانت غائبة عن المخططين منذ ان تولى صاحب الجلالة السلطان قابوس مقاليد الحكم في السلطنة، ولعلي أتذكر مقولة من بعض الاخوة بان بعض الخبراء في تلك الحقبة نصحوا بتغيير العاصمة الى منطقة اخرى واسعة بعيدة عن الجبال وسهلة التوسع والتطوير والتقسيم (سكني/تجاري/صناعي/..) ولكن لم يسمع لأؤلئك الناصحين نظرا وكما تراه الحكومة في الأهمية التاريخية للمدينة وخصوصا للأسرة الحاكمة.
مسقط مع هذه الوضعية كان من الممكن تخطيطها ووضع الحلول الناجعة لمستقبلها والخطط المناسبة لها، وتحديد الدور الاداري لها وتوزيع الادوار الاقتصادية والصناعية لمدن أخرى، ولكن المسئولين المناط لهم ذلك اعتقد انهم كانوا في غيبوبة عن البناء السليم أو ان المطامع وظهور الفساد المبكر وغياب الرقيب كان له طرق خفية مبطّنه لمكاسب شخصية  الأمر الذي جعل المدينة تصرخ من التخبط الذي بات واضحا اينما اتجهت في ردهاتها. النهوظ المتأخر في تخصيص بعض المناطق الصناعية كصحار والدقم  قد يكون مرمم للاخطاء السابقة، ولكن سلبياته تعود مره أخرى على الانسان القاطن بمقربه من تلك المنشآت التي لم يخطط لها مسبقا لهذا الاستعمال.  وصحار خير مثال على ذلك ، فالتلوث الصاعد من المصانع اصبح يبث سمومه في الناس وظهرت امراض لم تعرفها صحار أو لم تكن منتشره كما هو الحال الآن. صحار(كمدينه) تجارية نعم ولكن ان تكون صناعية فهذا سنتطرق عليه لاحقا.
ميناء السلطان قابوس .. نقطة ارتكاز في مسقط، فهو ميناء كما يقول اخوانا المصريون (بتاع كله) هو ميناء تجاري وسياحي ومواقف يخوت وسمكي وغيره، والملاحظ بأنه ميناء ضيق المساحة ولا مجال لتوسعته سوى الكبس وردم البحر!! . السائح عندما يهبط من الفنادق العائمة القادمة من اقصى الغرب والشرق يفاجأ بالحاويات والبضائع حتى يحسب انه بضاعة مزجاه سيتم ادخالها على الجمارك ليتم فحصها والتحقق منها قبل ادخالها على السوق!!! وبعد خروجه يكون سوق اسماك مطرح على موعد معه ومع  غيره من القادمين باستقبال حار تفوح منه رائحة الاسماك !!  موقع الميناء في آخر مسقط بالنسبة للمناطق المختلفة في السلطنة بمعنى ان كل الشاحنات الموزعة للبضائع يجب عليها اختراق شوارع مسقط أو بالاصح شارع مسقط الرئيسي (الشريان) من أوله الى آخره حتى تصل الميناء، ونتيجه لذلك نرى الازدحام المستمر في الشارع  لعدم وجود شوارع مخصصه لتلك الشاحنات.
مطار مسقط الدولي .. كان في السابق "قبل عشرين سنه" بعيدا عن مسقط العامره ، اما الآن فهو يتوسط محافظة مسقط . المطار في مرحلة تطوير منذ عدة سنوات، مباني جديدة وشوارع مداخل ومخارج وصالات وانظمة حديثه، ولكن،، ماذا عن الضجيج المزعج الذي يسببه المطار من حركة الطائرات على المناطق القريبة منه "العذيبة والموالح" ألا يوجد له حل؟. الأمر ببساطة في ايدي المستشارين المخططين للمطار، وهو تحويل اتجاه المدرج باتجاه البحر!!، نعم وبالامكان عمل مدرجين بدل الواحد أو حتى ثلاثه. وبذلك تغيير اتجاه اختراق أو شرخ الهواء ليمتصه ماء البحر بدل من توزيعه على المناطق السكنية وما يسببه من مظايقات وازعاج مستمر. ناهيك عن الامراض التي تظهر نتيجة لذلك. فاذا كان الانسان مهم لدى المخططين والمسئولين في الدولة فهذه من أولويات التخطيط (الانسان) بدل من التركيز فقط على المادة والملايين المجنية من هكذا مشاريع. وانا على يقين لو تقوم الجهات الصحية المعنية ببحث عن الامراض الشائعه في هاتين المنطقتين بالتأكيد فأن مشاكل السمع والأذن والأرق والارهاق ستكون في أعلى القائمة.
تابع التكمله لاحقا

الجمعة، 25 مارس 2011

ترانيم

دويّ صوت
يدور بخلدي حديث الطريق
ويطرق بابي نداء الأسى
بؤس الليالي وظلم الرفيق
يمزق إحساس وقت فنى
أيُقتل حلم لسان صريح
وعقل تفكر وعلم جنى
أيمقت جهد إنسانٌ صديق
أراد العزة ونور الهدى
تهاتف القوم بصوت جريح
نداء الضمير في وجه القوى
نريد رعاة يصونوا الامانة
وحرية رأي تسوق الرؤى
رقي التعامل من الاخلاق
وعدل يشمل كل الورى
سلام وراحة وأمن البلاد
يزيد التلاحم والسؤددا
----------------------------------------
عشق قلم
لست وحدي .. عشق القلم
وأحب صفحة من كتاب..
تتفق الكتب في مغازلتي
إلا كتابكِ..
يأبى ان يشع في عيني..
تّدعين المثالية
لتجعلي من كتابك .. كأنه منزّل
ككتب ربي..
إلا إن كُتب ربي ذا منطق واحد..
ونهج واحد..
وهدف واحد..
تنشد للانسان الكرامة..والجنة
وكتابك يريد للانسان العذاب
والعيش في الاحلام .. والفوز بالنار
أيّ كتاب كتابك..
غيّري حبرك .. ألوانك .. غلافك
أسلوبك ..موضوعك.. علني أفهم
أو احاول ان ابني .. للصفحات القادمة..

الأربعاء، 16 مارس 2011

ثورة الإصلاح

منذ بداية هذا العام 2011 م(عام الثوراث والتغيير) سقطت حكومات وعصابات بعد ان استكبرت واستباحت كل شيء وظلمت وانتشر فسادها في كل ردهه وفي كل زاوية وفي كل مجال وفي كل ذرة من الأرض حتى لوثت الهواء الذي تتنفسه الشعوب، فالشيء الطبيعي هو ما حصل من ثورات واعتصامات، والغير الطبيعي انها تأخرت كثيرا بعد غيبوبة دامت سنوات طوال، سنوات عانت منها النفوس بالتحمل وتراكم الضغوط حتى انتشر مرض هذه الحكومات في جسد الامة ، ولكن من نعم الله تعالى ان انفجرت تلك الطاقات الرافضة للظلم والفساد وأطاحت بروؤس العصابات التي كانت تعمل و تتستر تحت الغطاء الحكومي والامني وبعد ان كانت تمارس انشطتها في الخفاء باتت تمارسها ببجاحة وتفاخر قبيل سقوطها وعلى مرئا العين وبدون اي مراعاة لمشاعر الآخرين، فأصبحت لا تعترف إلا بالمادة، واصبح منظورها للانسان العادي ما هو إلا أداة يتم استغلاله ومص طاقاته لتحقيق مآربهم شاء أم أبي.
المشهد في جميع الدول العربية الثائرة متشابه، وكأن جميع تلك الحكومات تخرجت من مدرسة واحدة !! أو كأنها تدار من برج واحد!! جميع الحكومات أتفقت على صياغة قوانين وانظمة لصالحهم هم، الجميع اتفق عن انشاء شركات ومؤسسات خاصة تحتكر كل شيء التجارة والصناعة والزراعة والصيد والبناء والنفظ والغازوالسياحة وكل شئ ولم يبقى لافراد الشعب إلا العمل براتب مقطوع يقاس لهم لأجل ان يبقوا على قيد الحياة ليستمروا في العمل تحت ظل هؤلاء اللصوص ولهم فقط . الجميع اتفق على السرقة ونهب ثروات الأمة وتوزيعها على بنوك العالم الغربي، الجميع اتفق على تضليل الشعوب واستعبادها والتحكم حتى في ماذا يتعلمون وماذا يقرأون وماذا يطبخون!!!.
ومن العجيب انهم قاموا يسوّقوا على وهن وضعف الانظمة الحكومية (الذين هم) لأجل ملء اكياسهم من النقود وفرض سلطتهم على الغير وتكبرهم، فمثلا المدارس الخاصة التي يملكونها تقدم خدمات ومناهج أفضل من المدارس الحكومية بالرغم ان وزارة التربية هي المشرفة على تلك المدارس الخاصة؟!!.. كذلك المستشفيات الخاصة أصبحت تقدم خدمات وأجهزة تفوق المستشفيات الحكومية التي يصرف لها الملايين سنويا ؟!! كذلك شركات البترول الخاصة (التي تسمى محليا بالمقاولين) اصبحت انظمتها وخدماتها ورواتبها تفوق الشركات الحكومية الأم ؟!!! والامثلة كثيرة.. لماذا هذا التباين والتناقض؟ تبدؤا الاجابة على هكذا سؤال تأتي ببساطة: لان الوزراء وحاشيتهم فاح طغيانهم وقويت شوكتهم فاستغلوا مناصبهم ومسؤولياتهم لتشغيل مصالحهم الخاصة وفرض نفوذهم حتى على الحكومة نفسها. وكان ذلك منعطف خطير جدا، فتآلف الاجهزة المختلفة في الدولة على الفساد مصيبة عظيمة تظل تنفخ في الواقع الى ان ينفجر كما حصل الآن في دولنا العربية.
ما فعله التوانسة من محاسبة سريعة وتجميد حسابات ورد المظالم هو الأمثل بين جميع الدول الى حد الآن، و يأتي التغيير السريع في التشكيل الحكومي واعادة صياغته واستقلالية بعض الاجهزة واعطاء الصلاحيات لها في سلطنتنا الغالية عمان وعلى يد السلطان المفدى –حفظه الله ورعاه- هو الثاني في رأيي . أما مصر فإطاحة الحكومة السابقة بما فيها رئيس الجمهورية كاد ان يكون هو الأمثل لولا الهدوء والفتور بعد ذلك والسماح للغرب بالتدخل، فالغرب لا يهمه إلا اسرائيل وحفظها وخصوصا من مصر، فاذا رأيت الغرب في أريحية من الاحداث الجارية فينبئ بأن ايديهم غاصت في القضية وباتت تحركها كيفما شاءت وهو ما لا نتمناه.
مشهد الاعتصامات معنا في عمان في مختلف المناطق حاليا أغلبه مكرس لمطالب الشعب لسداد الديون وتعزيز الرواتب في كل القطاعات، بعد ان تم تغيير الوزراء واعطاء الصلاحيات لمجلس الشورى. فالشعب لم يتفس الصعداء بعد وهو ينتظر الراتب الشهري ليقوم بتوزيعه على القروض البنكية وغيرها وما يتبقى لا يفي بالاساسيات لاسرته !! الزيادات ان لم تغطى الحاجات الاساسية للفرد فستظل هزيلة ولا تحقق الطموح المنشود للوصول الى الاستقرار المالي وهو مطلب وحق لكل فرد في المجتمع. ولكن ما يعيب الاعتصامات هو الانحراف عن سير قضية الفساد في الحكومة المقالة، نظرا لكثرة المطالبات الشخصية تارة والمطالبات الغير عقلانية أو في غير وقتها تارة أخرى - كتحويل قرية الى ولاية، أو اعطاء كل بدوي راتب بدون عمل لانهم يقطنون في مناطق امتياز النفظ!!- من القضايا الاساسية التي يجب ان تطرح سريعا هو الاسئلة التالية: لماذا لا يحاسب أؤلئك الذين استباحوا مقدرات وثروات الوطن لتفيض جيوبهم وحساباتهم البنكية، لماذا لا تجمد حساباتهم ، لماذا لا يتم التحقيق في شركاتهم المعروفة أو المبطنة وعلى استحواذها وهيمنتها واحتكارها بالعقود الحكومية ، لماذا يصرّ أؤلئك على تعيين مدراء شركاتهم وكبار موظفيهم من الاجانب فقط مع وجود الكفاءات العمانية، لماذا يطبق التعميين فقط في الوظائف الضعيفة والبعيدة عن الآلة الادارية والمالية في تلك الشركات؟! . لماذا لا ترفع قضايا ضدهم وتسترد المظالم إن وجدت، فهي حق للشعب. ثانيا لماذا لا تناقش الاموال التي يتم نثرها و المصاريف غير المدروسة والتي تستهلك الملايين من الميزانية كالحفلات ومركز المعارض المقترح بقيمة تفوق الخيال والمشاريع التجميلية مع وجود ضروريات اساسية .
المواضيع كثيرة .. ربما ساخصص لها مقالات أخرى .. دمتم بصفاء وسلام

الثلاثاء، 1 مارس 2011

دقت ساعة العمل .. إلى الامام

الاعمال التي قام بها المتظاهرون في صحار من تخريب وحرق وعبث بالممتلكات الخاصة والمحلات التجارية والشوراع وغيرها ، رفضها وأمقتها الغالبية العظمى من المواطنين والمتابعين للاحداث، لاسباب كثيرة منها خروجها عن المألوف وضررها لاملاك اشخاص البعض منهم لا يمس الحكومة بشيء والبعض الآخر ليس له سلطة في تشريعات البلد وقوانينها، وايضا ما رافقها من مواجهات بين المتظاهرين والشرطة وما نتج عنها من قتل واصابات كثيرة، ولكن اظن ان تفاعل المتظاهرين مع كثرة القضايا المطروحة ومحاولتهم لهز المتلقي قبل ايصال الصوت له هو ما حدا الى ظهور تلك النتائج . وهذه قد تكون حالة متوقعه لما وصل اليه الناس من اليأس في تلبية مطالبهم وتحسين أوضاعهم في ظل النهضه الاقتصادية التي تشهدها البلاد في السنوات الاخيرة وفي ظل الغلا المتزايد في الاسعار وفي ظل الاخبار المتداولة بينهم عن تفشي الفساد والرشاوي وتكبّر وجبروت الاجانب اصحاب المناصب في الشركات الخاصة على المواطنين والتضييق المستمر عليهم لتشويه سمعة العامل العماني، وعدم تقديم التدريب اللازم له لكسب الخبرة وعدم التشجيع و الاستماع لهمومه، والقائمة تطول من الاسباب التي يعايشها اغلب المتظاهرين. كما أن الانتظار بلغ حدوده القصوى والأمل ذبل في ظل التسارع الزمني للاحداث في العالم وما يدور فيه نتيجة تقنيات الاتصال الحديثة وتطورها والتي اصبحت بعضها كالخيزرانه تلاحق الخارجين عن الاداب والقوانين ، فقد باتت تفضحهم وتشهر بهم في كل المحافل، كل هذه الامور اصبحت هاجس يقوموا ويناموا عليه الناس ولا يفارقهم وربما قد أسر عقولهم عن التفكير في أي وسيله يسلكوا لسماع ندائهم.
تابعت لقاءات المسؤولين في القناة التليفزيونية منها مع سماحة الشيخ مفتي السلطنة ومعالي الشيخ رئيس مجلس الشورى ومكالمات هاتفية مع آخرين. الجميع استنكر الموقف وأثنى على قرارات صاحب الجلالة السلطان المفدى حفظه الله ورعاه، وبدؤا الجميع في تقديم النصح للمتظاهرين ومطالبتهم بالهدوء والسكينة في الطرح. اغلبنا وربما كلنا يطالب ويثني بالمثل. كلنا ابتهج وسعد بردود فعل القائد الحكيم والاب الرحيم الذي يريد ان يحفظ لهذا البلد ومواطنية الكرامة والأمن والسلام، القائد الذي يتعامل مع الاحداث بحكمة وشجاعة كما عهدناه دائما. ما نقول إلا جزاه الله خيرا وندعوا الله له بالصحة والعمر المديد.
ولكن ما الذي سيقوم به هؤلاء المتكلمين من الوزراء والوكلاء واصحاب النفوذ في البلد. وهل من تصحيح في علاقتهم مع اخوانهم وابنائهم المواطنين. معالي السيد وزير الديوان يضيق مكتبه بطلبات المساعدة من المواطنين سواءا لسداد ديون أو البناء أو العلاج أو تحسين وضع. وقلما أجد شخص ليس لدية طلب في الديوان!! وبعضهم من الثسعينات وربما الثمانينات من القرن الماضي!! بينما العطايا للمقربين وبعض الشيوخ مستمرة بدون انقطاع وبمبالغ قد تتجاوز مئات الالوف احيانا للشخص الواحد، فهل معالي السيد سيقوم بالنظر في تلك الطلبات؟ وكذلك الحال لبقية الوزراء، هل سنشهد نقله نوعية في التفاني والاخلاص والعدل في وزاراتهم وقراراتهم في ما يفيد هذا الوطن ومواطنية الكرام.
الهموم والقضايا كثيرة ولا تكفيها مقالة واحدة. ولكن الأهم ليس حسن اختيار الكلمات والسرد الحسن لهذه المواضيع فقط بينما الاهم ان تجد الاهتمام من ذوي الشأن في العمل لوجود الحلول لها. ما حصل في جميع مظاهرات الدول العربية هي تنبع من نفس المضمون، ونفس المؤثرات والمسببات وإن اختلفت درجاتها، إلا وهو (سوء توزيع الثروة) وهو المحور الرئيسي في جميع القضايا المندرجة تحته من استغلال المنصب والنفوذ وضياع الامانة وتفشي الفساد الاداري والمالي والسرقات والطبقية والعشيرية والواسطات والغش وهذه القضايا اندرجت تحتها امور اخرى كانتشار الجهل والزذيلة والفقر. إذا عند تصحيح هذه الاوضاع يجب ان يبدأ التصحيح بالهدف الأسمى وهو العدل في توزيع الثروة ومن ثم الرؤوس العليا وهكذا الى الادنى. أما تغيير الوجوه ما هي إلا شكليات سيجني منها هؤلاء الجدد مثل ما جنوا سابقيهم وربما تفوقوا عليهم!.
الامانة .. الامانة.. دقت ساعة العمل .. الى الامام .. الى الامام .. عدل وسلام.

الاثنين، 28 فبراير 2011

المنسي وأحوالنا في هذه الأيام

من روائع الفنان المصري الشهير عادل إمام فيلم (المنسي) الذي مثل فيه دور الرجل البسيط الذي يعمل في إحدى غرف التحكم بسكة الحديد، وهذا الدور يمثل الطبقة العاملة الفقيرة التي تحافظ على مواعيدها في العمل والتفاني والإخلاص في الخدمة من أجل الوطن، هذه الطبقة ينبع إخلاصها من مبادئ دينية واسس ودعائم اخلاقية تربي عليها أبناء هذه الطبقة فتجدهم قنوعين بما رزقهم الله من فضله وفي نفس الوقت يتألمون من العوز ويتمنون ويأملون بتجاوز المحن الاقتصادية مع التمسك بالقيم الفاضلة. وفي المقابل يعيش اصحاب الثراء والاموال الطائلة والمناصب في الدولة حالة أخرى من رغد العيش وطيب المأكل والملبس والتجاوز عن الاخلاق بحجة الوجاهه والرقي والتنازل عن الشرف لعقد الصفقات التجارية المدرة عليهم بكنوز قارون غير آهبين ولا مراعين في سرقة اموال الدولة من خلال شركاتهم الخاصة وعملائهم والتفنن بصرفها في الحفلات الصاخبة التي يمارس فيها كل منكر.
تذكرت هذا الفيلم وانا أشاهد الاحداث الجارية حاليا في الدول العربية ابتداءا من تونس ومصر الى ليبيا واليمن والبحرين ووصلتنا ايضا الى سلطنة عمان ومن مدينة صحار تحديدا.
المنسي يفكرويحلل ما يفكر به ككل الناس ويخرج بنتيجة مضمونها بأن الطبقة العليا تعيش على خزائن الدولة ونهب اراضيها واحتكار تجارتها وصناعتها وزراعتها وبحرها وبرها وسمائها وتستبيح الرشاوي واختلاسات المناقصات الكبري، هذا الوضع مستوحى من الحالة المعيشية التي يحياها هؤلاء وعلى ما يعايشوه وما يرونه منهم من الكذب والنفاق على الطبقة الوسطى والفقيرة والتي باتت واضحة المعالم من خلال تعاملاتهم مع القضايا والمطالب التي تتكدس في مكاتبهم، تلك الطلبات المشروعة المرفوعة من الطبقات الفقيرة من أجل تحسين وضعهم المعيشي، ولكن القلوب الميتة والعاطفة الممسوخة للطبقة العليا باتت كحاجز وسد امام المجتمع، وكالنار التي لا تبقي أخضرا ولا يابس.
في المقابل الطبقة العليا الغنية تفكر في ان الطبقة الفقيرة على إنها فئه حاسدة على وضعهم المعيشي الذي لم يستطيعوا الوصول اليه، وان هذه الطبقة متخلفّة وتعيش في اوكار قديمة ناتجة من قصور تفكيرهم وتمسكهم بعاداتهم واخلاقهم التي لا تدر عليهم مالاً ولا ترفعهم منصبا، وترى هذه الطبقة ان افضل معاملة للفقراء هو استغلال طاقاتهم وكدحهم في العمل واستنفاذها وقتل طموحهم لضمان عدم وصولهم الى خطوة أخرى الى الامام قد تكون سببا في تحولهم الى منافس على السلطة!.
المنسي عندما أتته الفاتنة (يسرا) هاربه من المذلة ومحاولة استغلال جسدها لأشباع غرور التاجرالبشع ومن أجل إنجاح صفقة تجارية تدر الملايين للطبقة الغنية، كانت تمثل الواقع الملموس امامة وليس الكلام والاشاعات، كانت تمثل الحقيقية وليس كلام الاعلام بمختلف انواعة، كانت تمثل التعب والارهاصات للطبقة المتوسطة ولجوئها للطبقة الفقيرة التي تحمل في طياتها وتكوينها الضمير الحي والغيره للانسان بمعناه الواسع. وفي مواجهة فريدة من نوعها بين المنسي والغني ذو الجاه والمال، ما كان من الغني إلا التكبر على المنسي وفي عقر مقره ومصدر رزقه وتم ضربه بطريقة بشعة غاب عنها الضمير- منظر تذكرته عندما رأيت شرطة مكافحة الشغب والجيش تجول في شوارع تونس ومصر وليبيا واليمن تضرب المتظاهرين وترش عليهم الغاز المسيل للدموع - منظر أفسره بأنه ضرب للانسانية والعدل الذي ينشده الجميع، وما كان رد فعل المنسي إلا الثورة والخروج الى هؤلاء غير آبهه ولا خائف من أي أحد إلا الخالق الواحد الأحد ، كان خروجه أشبه بثورة 25 يناير في ميدان التحرير، كان خروجة ليس لتولي السلطة ولكن لإنقاذ البشرية من كيد هؤلاء, إنقاذ اجيال قادمة من مصير مجهول، خطواته كانت تحكي مآسي جميع المجتمعات التي تعيش تحت ظل القهر والذل والاستبداد والظلم والفساد ، خطواته ومسيرته في الفيلم كانت سريعة نوعا ما ولم تعطى حقها ولكنها ذات مغزى كبير، خطوات انقذت الشرف واشياء أخرى.
ما أشبه هذا الفيلم بالواقع اليوم، وما أشبه المنسي بالمنسيين من شعوبنا العربية. عادل إمام (المنسي) كانت لدية قضية بدأت وانتهت في ليلة واحدة فقط – احداث الفيلم- ولكن قضية المتظاهرين اليوم هي نتاج لتراكمات زمن طويل، لم يستطع الجيل السابق ترجمته وإظهاره لعدم توفر الجرأه والوسائل، ولكن جيل اليوم (جيل الفيسبوك والجزيرة والهواتف الذكية وغيرها) جيل تعب من الكتم والانزواء ،ولم يعد لدية الوقت لضياعة وتركه للمجرمين يتمتعون به.
ولكن ما حصل معنا في عمان، هو أقرب الى التقليد الأعمى، تقليد أعمال العنف فقط، وضياع الهدف اثناء الخروج، فأعمال التخريب والعبث بالممتلكات الخاصة ليست الوسيلة الصحيحة للمطالبة بالحقوق وعرض القضايا، يجب تحديد الهدف والخروج من أجل الهدف ، وهذا ما فعله المنسي في فيلمه، كان الهدف واضح ومحدد، لذلك نجح في تحقيق هدفة بخسائر قليلة وما أعجبني هو انه اخفى الموضوع حتى عن زميلة الذي ظن بأن الجن والارواح الشريرة خرجوا عليه وكان ما حدث له.
المسيرة الخضراء مسيرة حضارية تدل على الوعي والاحترام المتبادل، والرد السريع من الحكومة من تغيير وزاري وتعديلات خفيفة ، هي بحد ذاتها نتيجة مشكورة ولا بأس بها ويدل على ان الحكومة لها آذان وتستجيب للمطالب المشروعة _ ولو ان ذلك الرد يراه البعض بأنه هزيل ولا يشبع المطالب الحقيقية – ولكنني شخصيا أؤمن بأن التغيير الايجابي يحتاج الى وقت ودراسة، وحالنا هنا في عمان أفضل بكثير وكثير من غيرنا. عليه يجب تصحيح المسار في هذه المسيرات للحفاظ على الأمن والسلامة للجميع. دمتم بصفاء وسلام.
جمال العبري

الأربعاء، 26 يناير 2011

حالة من عدم الإستقرار

(1)
نسمع ونقرأ كثيرا من المعنيين بعلوم الطقس والتنبؤات عبارة (حالة من عدم الاستقرار) ويجمع الغالبية بأن السنوات الاخيرة شهدت الكثير من التغييرات في المناخ، تارة يعللوها بتآكل طبقة الاوزون وتارة يعللوها بحرق الغابات والتعدي البشري على الرقعه الخضراء في الارض ومنهم من قال بأنه نتيجة زيادة عوادم المصانع والمحروقات والغازات المختلفه والتي أثرت سلبا على نقاء الهواء وبالمثل على الطبقات العليا له.. والكثير الكثير، وفي النهاية يظل الشتاء بارد والصيف حار كالمعتاد.
(2)
في اسواق المال والعملات والتجارة أيضا تشهد حالة من عدم الاستقرار !! ففي السنوات الاخيره يعجز الخبراء بالتكهن عن ارتفاع أو انخفاض أسهم شركة ما أو سعر عملة ما أو حتى التكهن بسعر الطماطم الذي اصابه الاعتلال ايضا وبات بين مد وجزر! ، الامر الذي وصل بالمؤسسات والافراد الى صعوبة التخطيط وعمل الميزانيات سواءا للشركات أو حتى للأسر وبالتأكيد للأفراد ايضا، فمن الصعب أن تخطط لشهرواحد فما بالك بعمل ميزانية لعام كامل !!، فما تشتريه اليوم بريال تتفاجأ غداً بارتفاعة الغير مبرر ليصل الفارق الى عشرة ريالات في أسوا حالاته. وبالرغم من ذلك تظل الاسواق مزدحمة والموردين يكنزون الذهب والفضه !!
(3)
المناهج في وزارات التعليم أيضا وصلتها حالة من عدم الاستقرار، ففي السنوات الاخيرة شهدنا الكثير والكثير من التغييرات في المواد الدراسية من تعليم عام ألى اساسي الى ... والمصطلحات تأتي، بحيث أصبح طبعة الكتاب لهذه السنه لا تصلح للعام القادم ، والمتخرج من الثانوية العامة قبل سنوات يختلف كثيرا عن المتخرج من الثاني عشر قبل سنتين وعن المتخرج بالدبلوم هذا العام، حتى أن بعض الاصدقاء قال بأن تطور المناهج المذهل أخرج طلبة لا يستطيعون القراءة ولا الكتابة ولكنهم تميزوا في التلوين ولصق الصور !!
(4)
الدرجات المالية والمناصب الادراية في الوزارات والشركات أيضا اصابها حالة من عدم الاستقرار، جدول التصنيف تغير واستمر في التغير في المخصصات والعلاوات، ولانها غير مرضية للغالبية فما زالت تشهد حالة من عدم الاستقرار، فالموظف الفلاني العادي اصبح وبقدرة قادر مديردائرة بعد فترة قصيرة وقبله أصحاب الخبرة والشهادات ما زالوا يتجرعون الامل بالترقية. الاستقالات في بعض الجهات حدث ولا حرج والموضوع يترك بدون وقفه للتأمل لماذا هجرة تلك العقول والى أين؟ وماهي الاسباب؟. وفي النهاية الجميع ينتظر العلاوة الدورية (السنوية) والحياة تستمر !!
(5)
سلوكيات الناس وتصرفاتهم ايضا في حالة من عدم الاستقرار، فمن شارك بالامس في مسيرات الولاء والعرفان وتجديد العهد لقائدهم اليوم يمشون في مظاهرات يطالبون بالحرية ومحاسبة الوزراء ويتهمون الجهاز الرقابي بتقصيره في مراقبة التجارة والاسعار والاحتكار والفساد المنتشر. حتى الانسان في نفسة أصبح يعيش في حالة من عدم الاستقرار فكثرت فيه الامراض النفسية والجسمية. المستشفيات والعيادات أصبحت تزاحم المطاعم في عددها !! وأعداد الزبائن (المرضى) في تزايد مستمر والادوية أصبحت تجارية .
(6)
الاعلام والثقافة ايضا في حالة من عدم الاستقرار.. قنوات تليفزيونية تبدأ بالسياحة العقارية و المناظر الطبيعية حول العالم الى ان تنتهي بعرض الملابس الداخلية والترويج للتبرج والاختلاط . غيرها تبدأ بالبرامج الثقافية وتنتهي بعرض المسلسلات التركية والعربية وغيرها الخليعة (الخفية) التي تروج لفكرة الخيانة الزوجية واباحة عمل علاقات غير شرعية مع الزملاء والزميلات في العمل. حالة من عدم الاستقرار في الاعلام تقوم بمقام المكنسة لخم الاخلاق من المجتمع والله المستعان.
الى اين نمضي والى اين نستقر؟ نحن بحاجة ألى وقفه طويلة للمراجعة والتحليل والاعتراف والتصحيح والتخطيط والتنفيذ لحماية الانسان ليعود إنسان بمعنى الانسان لتعود له قيمته التي ارادها الله له. دمتم بصفاء وسلام