السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بكم في مدونة - ديمومة- أدام الله عليكم الصحة والسعادة والسلام


ملاحظة: يمنع نسخ أو اقتباس أي مادة من هذه المدونة بدون إذن صاحبها





السبت، 4 أكتوبر 2025

الحركات الغربية السرية في الفكر الاسيوي

 

يبدو ان العنوان غريبا نوعا ما!. في الحقيقة وددت ان اجمع بعض الافكار التي تطرح هنا وهناك عن المنظمات الغربية السرية كالماسونية والصهيونية والتي يحيطها الغموض او التناقض والتهويل ربما في كثير من الأحيان، وباتت هذه الحركات من منظور الكثير من الكتاب والمحللين هي وراء السلطة الديكتاتورية في العالم المعاصر وهي المحرك الخفي لاقتصاديات وسياسات العالم والبعض قد ذهب بعيدا في توسع تلك الهيمنة الى انها سيطرت على التعليم المدرسي والجامعي وحتى دخلت في اغلب المهن كالطب والهندسة والاقتصاد وغيرها. هذا عن كتّابنا واراء بعض المثقفين في عالمنا العربي.. ولكن ماذا عن الجانب الاسيوي، هل يرون الامر بنفس منظورنا ونفس تفسيرنا لما يحدث في العالم (نظرية المؤامرة). ام ان لديهم رأي آخر.

دعني أولا اذّكر نفسي واياكم بهذه الحركات وكيف نشأت وأهدافها كما هو معلن عنها في اغلب الكتب.. الماسونية ظهرت في أوروبا في القرن الثامن عشر على ايدي نقابات بناء، والاسم نفسه مشتق من كلمة انجليزية بما تعني "البناؤون الاحرار" وكانت تهدف الى نشر فكر الحرية والمساواة التي تؤدي الى الرخاء – هذا ظاهريا – ولكنها في الباطن وبسبب تضارب افكارها مع الكنيسة والتقاليد المجتمعية الأخرى التي ترى انها مقيدة لنشر افكارها بدأت في العمل بسرية وتبني طقوس خاصه لمنتسبيها حتى تجبرهم على الالتزام بتشريعات المنظمة الخفية والتي من خلالها تضمن السيطرة الفكرية للمجتمعات ونشر الالحاد والانحلال الاخلاقي وتفكيك الأديان (كانتقام من الكنيسة التي قيدت الفكر وحاربت العلم لعقود) وبدأت في بناء محافل لها في كل مكان تصل اليه.  اما الصهيونية والتي ظهرت في القرن التاسع عشر على يد تيودور هرتزل فكانت حركة قومية سياسية هدفها الأسمى هو إقامة دولة يهودية في فلسطين ومنها تنطلق للسيطرة على العالم.. فالصهيونية تأسست على اهداف واضحة علنية. ولكن يقول البعض بان هناك اهداف تتشارك فيها كلا المنظمتين لان اغلب زعماء المنظمتين من اليهود.

الان نرجع الى عنوان المقالة وهو ما رأي الفكر الاسيوي من مفكرين ومثقفين كالصين واليابان وغيرها من الدول في تلك الحركات او المنظمات التي اشغلت الكثير وشوشت تفكيرهم بين نظرية المؤامرة والسيطرة على العالم وبين اهداف أخرى سرية!.

المفكرون والمثقفون في الصين وشرق آسيا يتناولون موضوع الماسونية والصهيونية من زوايا مختلفة، وغالبًا ما تكون رؤيتهم متأثرة بالسياق الثقافي والسياسي الخاص بمنطقتهم، بعيدًا عن الخطاب الغربي أو العربي التقليدي. حيث انهم لا يعتبرونها محورا مركزيا في تحليلاتهم للعالم بل يركزون على قضايا أخرى كالعلاقة بين الغرب والشرق، الاستعمار الثقافي والهيمنة الثقافية الغربية ومحاولة استعادة التراث المحلي. في مقال نشرته مجلة المجلة، تشير الباحثة آن شانغ إلى أن الصين الحديثة تسعى إلى التحرر من القراءة الغربية التي اختزلتها في صورة جامدة، وتعيد تملّك تراثها الفكري بعيدًا عن التأثيرات الغربية، بما فيها الحركات السرية أو السياسية ذات الطابع الغربي.

المفكرون الصينيون مثل ليو شاو تشي وماو تسي تونغ ركزوا على نقد الامبريالية الغربية ويرون ان الاستشراق الغربي هو الذي ضخّم بعض الحركات مثل الماسونية والصهيونية وجعلها أدوات لتفسير كل شيء بينما الفكر الاسيوي لا يعتمد هذا المنظور حيث ان الفلسفة الصينية التقليدية كما في الكونفوشيوسية والبوذية تميل الى الشفافية والوضوح الأخلاقي وترفض الطقوس السرية او الغايات الباطنية التي لا تخدم المجتمع بل وتراها مضرة للمجتمع.  وهذا الذي يجعل بان هذه الحركات لا تجد لها صدى واسعا في الفكر الاسيوي التقليدي بل تنظر اليها كظواهر غريبة.

4 اكتوبر 2025

الجمعة، 3 أكتوبر 2025

العودة

 مع تزايد المنصات الرقمية والتفاعلية في الساحه الالكترونية، أصبحت هذه المنصات تمثل مسرحًا للتبادل المعرفي والثقافي، وأحيانًا العلمي، رغم أن الجانب الأخير لا يزال محدودًا. ولكن ما يهيمن على هذه المنصات هو المشاركة اليومية لتفاصيل الحياة التي تعتصرها ضغوط المجتمع، وسياسات الدول، والوضع الاقتصادي المتغاير. هذا الوضع خلق طبقات متباينة بين افراد المجتمع، بل ومتفاوتة بمئات الأميال بين بعضها البعض، مما يزيد من الاضطهاد النفسي والصراع من أجل البقاء.

في خضم هذه التحديات، يظهر صوت غريب في الساحة (يطلقون على أنفسهم مجازا بالمؤملين) الذين يسوقون بأن التغيير ممكن وقريب. هؤلاء المؤملين يمكن أن يكونوا فئات مختلفة؛ منهم من قد يُعتبر مجرمين خلف الكواليس أو قطاع طرق كما كان يُطلق عليهم في الماضي، أو قد ينتمون إلى منظمات سياسية تراقب القطيع وتقوده نحو مآرب الدولة. وعلى الجانب الآخر، هناك القلة النادرة من الأفراد ذوي النوايا الصافية، الذين يسعون لنهضة المجتمعات على أسس ثابتة قائمة على المبادئ الإنسانية والفطرية، والتي لا تتضارب مع الأديان أو الثقافات المتنوعة.

ومع زحمة تلك الفئات، وبالأخص في وضعنا الحالي الذي يوشك فيه الاقتصاد العالمي على الانهيار، نجد أن الدول العظمى تتزعمها دكتاتوريات لا تعرف للأخلاق أو الإنسانية طريقًا. إن هذه الأنظمة تعتمد على المفاهيم المادية البحتة، وتسيطر على الجميع بالقوة، مستخدمةً وسائل حديثة مثل السلاح النووي والإلكتروني. وقد أصبح القمع سمة طاغية في جميع المجالات، حيث دخل في المناهج والأعمال وتفاصيل الحياة اليومية، مما جعل الأفراد يتقبلون هذا القمع كمسلمات، غير قادرين على التمييز بين الصواب والخطأ.

تواجد المثقفين والنخبة في المجتمعات على هذه المنصات أصبح يمثل تهديدًا لهم. فدخول ما يُسمى بالذباب الإلكتروني، الموجه من منظمات سرية تحت مظلة الدول أو العصابات العالمية، أصبح أداة مدمرة لتلك العقول والأصوات المخلصة. ونتيجة لذلك، نرى انسحاب الكثير من هذه العقول أو اقتصار مشاركاتهم على المشاركات الخجولة، مع متابعة ما يحدث عن بعد.

في الختام، يتطلب الوضع الحالي تكاتف جميع الأفراد المخلصين لإعادة بناء المجتمعات على أسس سليمة، تضمن حقوق الإنسان وتحقق العدالة الاجتماعية. إن الأمل لا يزال موجودًا في قدرة النخبة والمثقفين على توجيه دفة التغيير نحو الأفضل، رغم التحديات الكبيرة التي تواجههم.

3 اكتوبر 2025