السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بكم في مدونة - ديمومة- أدام الله عليكم الصحة والسعادة والسلام


ملاحظة: يمنع نسخ أو اقتباس أي مادة من هذه المدونة بدون إذن صاحبها





الأربعاء، 11 مايو 2011

مسقط ... والتخطيط ! (1)


لا ادري من أين ابداء والى أين انتهي، ولكني سأحاول الايجاز ليسهل على القارئ .. موضوع التخطيط العمراني وتخطيط المدن عامة موضوع واسع ومترامي الاطراف تدخل فيه الكثير من الحسابات والدراسات والسياسات والرؤى والتوجهات، تشترك فيه الكثير من الجهات والقطاعات المختلفة  في الدولة، لذلك نرى بأن العمل المناط  بمهندسين التخطيط مهم وكبير جدا ويترتب عليه الكثير من المسئوليات وعليه  فمن الاهمية بمكان ان  يجيد هؤلاء المخططين  بكل التطلعات والاهداف التنموية  وان يجمعوا بين النظريات الهندسية وبين الاحصائيات السكانية والصحية والاقتصادية والرؤية العامة للدولة وتطلعاتها لكل مدينة على حده وخططها البعيدة المدى. عليه وفي اعتقادي اذا لم توجد الادارة الواعية في البلد لادارك ذلك وادارته، واذا لم توجد خطط واقعية مبنية على دراسات طويلة لهدف واضح يشمل رؤى بعيدة الامد تخدم عدة اجيال على الاقل فانه لن ينتج من العمران إلا تخبط عشواء، وسيدخل الدولة في متاهات كثيرة جدا من عمليات التصحيح واعادة التطوير مما سيكلفها الكثير والكثير لاحتواء تلك المشكلات، الامر الذي  سيؤثر سلبا بالتأكيد على مجالات التنمية الاخرى التي سنعتبرها هنا الضحية لجهل الحكومة الغير مدركة لقيمة التخطيط.
هذه المقدمة أردت ان ابدأ بها لأدخل في موضوعي المخصص لمسقط .. المدينة ذات الطبوغرافية المميزة، التي يحدها من الشمال البحر ومن الجنوب والشرق الجبال الصخرية الصلبة ومن الغرب والشمال الغربي ساحل الباطنة الممتد والذي ايضا تحده الجبال من الغرب ولو انها بعيدة نوعا ما بالمقارنة مع مسقط.
كموقع لا تتميز مسقط كثيرا عن مثيلاتها من المدن الساحلية في السلطنة كصور وصحار سوى جبالها الصماء القريبة من البحر، التي قد تكون لها ميزة عسكرية في السابق اكثر من أي شيء آخر، فتلك الجبال كانت تمثل في القديم منارة عالية لمراقبة البحر والبر والتحسب للعدو مسبقا قبل وصوله، اما من الناحية الاقتصادية فمواقع بعض المدن الاخرى  أفضل بكثير من مسقط.
مستوى ساحل مسقط لا يعلو كثيرا عن مستوى سطح البحر فهو على مستوى البحر تقريباً، لذلك فأن المأزق كبير عند هطول الامطار وجريان الاودية من الجبال الى جهه البحر وخصوصا عند ساعات المد البحري عندها تصبح مسقط مستنقع مائي كبير كما حصل في اعصار جونو 2007 م.
هذه القراءه لا أعتقد انها كانت غائبة عن المخططين منذ ان تولى صاحب الجلالة السلطان قابوس مقاليد الحكم في السلطنة، ولعلي أتذكر مقولة من بعض الاخوة بان بعض الخبراء في تلك الحقبة نصحوا بتغيير العاصمة الى منطقة اخرى واسعة بعيدة عن الجبال وسهلة التوسع والتطوير والتقسيم (سكني/تجاري/صناعي/..) ولكن لم يسمع لأؤلئك الناصحين نظرا وكما تراه الحكومة في الأهمية التاريخية للمدينة وخصوصا للأسرة الحاكمة.
مسقط مع هذه الوضعية كان من الممكن تخطيطها ووضع الحلول الناجعة لمستقبلها والخطط المناسبة لها، وتحديد الدور الاداري لها وتوزيع الادوار الاقتصادية والصناعية لمدن أخرى، ولكن المسئولين المناط لهم ذلك اعتقد انهم كانوا في غيبوبة عن البناء السليم أو ان المطامع وظهور الفساد المبكر وغياب الرقيب كان له طرق خفية مبطّنه لمكاسب شخصية  الأمر الذي جعل المدينة تصرخ من التخبط الذي بات واضحا اينما اتجهت في ردهاتها. النهوظ المتأخر في تخصيص بعض المناطق الصناعية كصحار والدقم  قد يكون مرمم للاخطاء السابقة، ولكن سلبياته تعود مره أخرى على الانسان القاطن بمقربه من تلك المنشآت التي لم يخطط لها مسبقا لهذا الاستعمال.  وصحار خير مثال على ذلك ، فالتلوث الصاعد من المصانع اصبح يبث سمومه في الناس وظهرت امراض لم تعرفها صحار أو لم تكن منتشره كما هو الحال الآن. صحار(كمدينه) تجارية نعم ولكن ان تكون صناعية فهذا سنتطرق عليه لاحقا.
ميناء السلطان قابوس .. نقطة ارتكاز في مسقط، فهو ميناء كما يقول اخوانا المصريون (بتاع كله) هو ميناء تجاري وسياحي ومواقف يخوت وسمكي وغيره، والملاحظ بأنه ميناء ضيق المساحة ولا مجال لتوسعته سوى الكبس وردم البحر!! . السائح عندما يهبط من الفنادق العائمة القادمة من اقصى الغرب والشرق يفاجأ بالحاويات والبضائع حتى يحسب انه بضاعة مزجاه سيتم ادخالها على الجمارك ليتم فحصها والتحقق منها قبل ادخالها على السوق!!! وبعد خروجه يكون سوق اسماك مطرح على موعد معه ومع  غيره من القادمين باستقبال حار تفوح منه رائحة الاسماك !!  موقع الميناء في آخر مسقط بالنسبة للمناطق المختلفة في السلطنة بمعنى ان كل الشاحنات الموزعة للبضائع يجب عليها اختراق شوارع مسقط أو بالاصح شارع مسقط الرئيسي (الشريان) من أوله الى آخره حتى تصل الميناء، ونتيجه لذلك نرى الازدحام المستمر في الشارع  لعدم وجود شوارع مخصصه لتلك الشاحنات.
مطار مسقط الدولي .. كان في السابق "قبل عشرين سنه" بعيدا عن مسقط العامره ، اما الآن فهو يتوسط محافظة مسقط . المطار في مرحلة تطوير منذ عدة سنوات، مباني جديدة وشوارع مداخل ومخارج وصالات وانظمة حديثه، ولكن،، ماذا عن الضجيج المزعج الذي يسببه المطار من حركة الطائرات على المناطق القريبة منه "العذيبة والموالح" ألا يوجد له حل؟. الأمر ببساطة في ايدي المستشارين المخططين للمطار، وهو تحويل اتجاه المدرج باتجاه البحر!!، نعم وبالامكان عمل مدرجين بدل الواحد أو حتى ثلاثه. وبذلك تغيير اتجاه اختراق أو شرخ الهواء ليمتصه ماء البحر بدل من توزيعه على المناطق السكنية وما يسببه من مظايقات وازعاج مستمر. ناهيك عن الامراض التي تظهر نتيجة لذلك. فاذا كان الانسان مهم لدى المخططين والمسئولين في الدولة فهذه من أولويات التخطيط (الانسان) بدل من التركيز فقط على المادة والملايين المجنية من هكذا مشاريع. وانا على يقين لو تقوم الجهات الصحية المعنية ببحث عن الامراض الشائعه في هاتين المنطقتين بالتأكيد فأن مشاكل السمع والأذن والأرق والارهاق ستكون في أعلى القائمة.
تابع التكمله لاحقا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق