السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بكم في مدونة - ديمومة- أدام الله عليكم الصحة والسعادة والسلام


ملاحظة: يمنع نسخ أو اقتباس أي مادة من هذه المدونة بدون إذن صاحبها





السبت، 14 مايو 2011

مسقط .. والتخطيط !!! (2)


نستكمل موضوع اخطاء التخطيط في مسقط .. وهنا أريد ان اعرّج على موضوع الشوارع ومنها بالطبع شريان مسقط االرئيسي (شارع السلطان قابوس)، الزائر لمسقط يلاحظ ما لا قد يلاحظه في مكان آخر، فمثلا الجسور العلوية كلها صممت بأسلوب عكسي و لا اعتقد بأن احد من المهندسين في البلدية قد درس هذا النوع من الجسور في دراسته الجامعية فهو مخالف لمنطق (الحلول لضمان انسيابية الشارع)، رئيس البلدية السابق (المدلل من قبل الديوان) كان على علم بتلك الأخطاء ولكن يبدو أنه لم يكن ليستمع بسبب نظرته المادية التجارية فهو تاجر في المقام الأول قبل ان يكون مسئول حكومي أو مهندس وهذا كان واضحا و جلياً من خلال كل المشاريع والانشطة التي كانت تقوم بها بلدية مسقط في عهده واستمرت حتى الآن بسبب ان الرئيس الحالي ليس طموحا بما يتناسب مع العمل البلدي حتى ان الادارة المحركة التي تربت على اسلوب الرئيس السابق لم يغيّر فيها شيء وظلت كما هي تسير بنفس العقلية.
نعود للجسور، المعروف منطقيا وهندسيا بأن المار على شارع رئيسي لا يفترض بان يصعد جسور علوية لمواصلة طريقة إلا لأسباب قاهرة كالتضاريس (الأودية أو الانهار) أو أي عائق لا يمكن ازالته. الشائع والمعروف بأن الجسور تصمم لقاطع الطريق الرئيسي، فمثلا القادم من المناطق على يمين الشارع ويريد الذهاب الى المنطقة على يسار الشارع يقطع جسر علوى ليصل الى وجهته بينما المار على الشارع الرئيسي يستمر على مساره الارضي بدون تأثير. جميع الجسور الحالية في مسقط بهذه الصورة باستثناء شارع الخط السريع الذي افتتح مؤخرا قبل خمسة أشهر تقريبا. فكل الجسور مبنية على الشارع الرئيسي للمسار السريع وليس للقاطع من الضفتين على جوانب الشارع، كما ان الجسور غير مصممة لمرور الشاحنات او العربات اكثر من 5 طن بمعنى على كل الشاحنات القادمة من المناطق ان تتوقف عند كل جسر لتقطع الدوار او الاشارات المرورية بتحته لتستمر في طريقها للميناء مما يتسبب في الازدحام الكبير.
التخطيط السكني أيضا لم يخل من العيوب، مناطق كبيرة خططت كالمعبيلة مثلا  فهي منطقة سكنية وبها منطقة تجارية وصناعية  ولم يتم تزويدها بالمداخل والمخارج المناسبة، فالمنطقة المذكورة التي تزيد فيها عدد المدارس الحكومية عن الاثني عشر مدرسة حتى الآن بالإضافة الى غيرها من المدارس الخاصة لا يوجد لها سوى مدخلين أو ثلاثة فقط وتم فتح مؤخرا مدخل آخر من منطقة حلبان (الشارع السريع).والحال مشابهه في المناطق الاخرى كالأنصب  وغيرها.  كذلك الحدائق والمتنزهات ففي مسقط لا توجد سوى ثلاث حدائق رئيسية يستطيع الانسان ان يمارس فيها الرياضة او التنزه والاستجمام مع العائلة وهي حديقة القرم وريام والصحوة والباقي لا تعتبر سوى رقع خضرا لا تصلح إلا كملاعب للأطفال  وهي قليلة جداً ان حصرتها.
المناطق الصناعية، كان تخطيطها في السابق جيدا بعيدا عن المناطق السكنية ، ولكن مع النمو  السكاني المتسارع اصحبت منطقة غلا الصناعية في منتصف المدينة. بينما بقت منطقة الرسيل الصناعية محمية بسلسلة الجبال المحيطة بها التي نأمل ان لا يهجم عليها الزحف السكاني.  بالرغم من الصناعات الموجودة في السلطنة تعتبر من الصناعات الخفيفة ولا ترقي إلا للتغليف والتركيب ولكنها أصبحت مصدر ازعاج للسكان وحركة الحاويات والشاحنات والموظفين بها باتت تشكل اختناقات مرورية في المدينة عليه يجب على الحكومة التحرك بسرعة لنقل هذه المناطق الى مناطق بعيدة مناسبة لها . المشكلة الحقيقة في المناطق الصناعية هي ميناء الفحل (الميناء النفطي) الذي يتوسط محافظة مسقط، فلو حصل أي مشكلة به أو بالمصفاة القريبة منه فستشكل كارثة انسانية وبيئية كبيرة . اعتقد بانه من المهم جداً إعادة النظر في ذلك الموقع وانشاء ميناء آخر بعيدا عن التجمعات السكانية.
تصريف مياه الامطار غائبه عن مسقط سوى في منطقة شاطئ القرم التي تعتبر الأرقى في مسقط وشخصيا اعتبرها الأسواء تخطيطا في مسقط، فلو ناقشنا مشكلة شبكة تصريف مياه الامطار بها، فهي أولا شبكة من القنوات المكشوفة موقعها امام المباني التي تشكل خطرا على الاطفال، ثانيا البلدية مهملة تماما في صيانة هذه الشبكة فجم الشبكة تحوى على مستنقعات للمياه والنباتات والحشائش والقاذورات والاوساخ المختلفة مما تتسبب في تكاثر الكثير من البعوض والذباب والحشرات المختلفة. الاراضي في شاطئ القرم ضيقة وشكلها طولي مما تسبب في عدم وجود الارتدادات الكافية لحفظ الخصوصية لمالكي المباني فلو فتحت نافذة المنزل فمباشرة تطل بها على جارك (لعدم وجود مسافة بينكما سوي 3 الى 4 امتار فقط) ، جميع المباني يقال بانها  صممت بنمط ومعمار اسلامي بينما أراه انا وغيري الكثيرين بأنه معمار هندوسي بمعنى الكلمة، شوارع ضيقة ، مباني كبيرة على اراضي ضيقة ، لا توجد مواقف تكفى للزائرين وغير ذلك الكثير.
موضوع كهذا يحتاج الى بحث دقيق للخروج بحلول ناجحة ليس لمرحلة قصيرة وانما لحلول نموذجية صالحة لأطول فترة ممكنة. وللخروج بتلك الحلول يجب ان تشرك بيوت الخبرة الهندسية العالمية الحقيقة وليست بيوت النهب والمصالح الشخصية الموبوءة بحثالة المهندسين عديمي الضمير واكثرهم من الجاليات الاسيوية القريبة من السلطنة. موضوع كبير لا تكفيه هذه السطور لسبل أغواره بينما يستحق الاهتمام  للإلمام به .

هناك تعليقان (2):

  1. اخي الكريم
    احيي فيك حماس الشباب..والنظرة المتمعنة في عاصمة وطننا الحبيب
    اشجع نقدك البناء في هندسة الشوارع حيث حددت العلة واوضحت العلاج
    سؤالي....
    لماذا لا تواصل في نفس المنهج مع بقية النقاط التي اشرت اليها!!!
    مثلاعند تحليلك للاشتراطات المعمارية .. هل ايجاد مسافة اكبر بين البيوت هي الحل?? لا اعتقد ذلك فهناك جوانب اخرى وابعاد متشعبه

    واتمنى ان تركز في مواصلة نقدك البناء.. وتجنب النقد السلبي الذي نراه شائعا هذه الايام بين ابناءنا وبناتنا...
    بانتظار جديدك من الافكار الابداعية المعالجة لما تراه من مشاكل....
    وفقك الله وسدد على طريق الخير خطاك...

    ردحذف
  2. اخي الكريم
    احيي فيك حماس الشباب..والنظرة المتمعنة في عاصمة وطننا الحبيب
    اشجع نقدك البناء في هندسة الشوارع حيث حددت العلة واوضحت العلاج
    سؤالي....
    لماذا لا تواصل في نفس المنهج مع بقية النقاط التي اشرت اليها!!!
    مثلاعند تحليلك للاشتراطات المعمارية .. هل ايجاد مسافة اكبر بين البيوت هي الحل?? لا اعتقد ذلك فهناك جوانب اخرى وابعاد متشعبه

    واتمنى ان تركز في مواصلة نقدك البناء.. وتجنب النقد السلبي الذي نراه شائعا هذه الايام بين ابناءنا وبناتنا...
    بانتظار جديدك من الافكار الابداعية المعالجة لما تراه من مشاكل....
    وفقك الله وسدد على طريق الخير خطاك...

    ردحذف