السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بكم في مدونة - ديمومة- أدام الله عليكم الصحة والسعادة والسلام


ملاحظة: يمنع نسخ أو اقتباس أي مادة من هذه المدونة بدون إذن صاحبها





الأربعاء، 16 مارس 2011

ثورة الإصلاح

منذ بداية هذا العام 2011 م(عام الثوراث والتغيير) سقطت حكومات وعصابات بعد ان استكبرت واستباحت كل شيء وظلمت وانتشر فسادها في كل ردهه وفي كل زاوية وفي كل مجال وفي كل ذرة من الأرض حتى لوثت الهواء الذي تتنفسه الشعوب، فالشيء الطبيعي هو ما حصل من ثورات واعتصامات، والغير الطبيعي انها تأخرت كثيرا بعد غيبوبة دامت سنوات طوال، سنوات عانت منها النفوس بالتحمل وتراكم الضغوط حتى انتشر مرض هذه الحكومات في جسد الامة ، ولكن من نعم الله تعالى ان انفجرت تلك الطاقات الرافضة للظلم والفساد وأطاحت بروؤس العصابات التي كانت تعمل و تتستر تحت الغطاء الحكومي والامني وبعد ان كانت تمارس انشطتها في الخفاء باتت تمارسها ببجاحة وتفاخر قبيل سقوطها وعلى مرئا العين وبدون اي مراعاة لمشاعر الآخرين، فأصبحت لا تعترف إلا بالمادة، واصبح منظورها للانسان العادي ما هو إلا أداة يتم استغلاله ومص طاقاته لتحقيق مآربهم شاء أم أبي.
المشهد في جميع الدول العربية الثائرة متشابه، وكأن جميع تلك الحكومات تخرجت من مدرسة واحدة !! أو كأنها تدار من برج واحد!! جميع الحكومات أتفقت على صياغة قوانين وانظمة لصالحهم هم، الجميع اتفق عن انشاء شركات ومؤسسات خاصة تحتكر كل شيء التجارة والصناعة والزراعة والصيد والبناء والنفظ والغازوالسياحة وكل شئ ولم يبقى لافراد الشعب إلا العمل براتب مقطوع يقاس لهم لأجل ان يبقوا على قيد الحياة ليستمروا في العمل تحت ظل هؤلاء اللصوص ولهم فقط . الجميع اتفق على السرقة ونهب ثروات الأمة وتوزيعها على بنوك العالم الغربي، الجميع اتفق على تضليل الشعوب واستعبادها والتحكم حتى في ماذا يتعلمون وماذا يقرأون وماذا يطبخون!!!.
ومن العجيب انهم قاموا يسوّقوا على وهن وضعف الانظمة الحكومية (الذين هم) لأجل ملء اكياسهم من النقود وفرض سلطتهم على الغير وتكبرهم، فمثلا المدارس الخاصة التي يملكونها تقدم خدمات ومناهج أفضل من المدارس الحكومية بالرغم ان وزارة التربية هي المشرفة على تلك المدارس الخاصة؟!!.. كذلك المستشفيات الخاصة أصبحت تقدم خدمات وأجهزة تفوق المستشفيات الحكومية التي يصرف لها الملايين سنويا ؟!! كذلك شركات البترول الخاصة (التي تسمى محليا بالمقاولين) اصبحت انظمتها وخدماتها ورواتبها تفوق الشركات الحكومية الأم ؟!!! والامثلة كثيرة.. لماذا هذا التباين والتناقض؟ تبدؤا الاجابة على هكذا سؤال تأتي ببساطة: لان الوزراء وحاشيتهم فاح طغيانهم وقويت شوكتهم فاستغلوا مناصبهم ومسؤولياتهم لتشغيل مصالحهم الخاصة وفرض نفوذهم حتى على الحكومة نفسها. وكان ذلك منعطف خطير جدا، فتآلف الاجهزة المختلفة في الدولة على الفساد مصيبة عظيمة تظل تنفخ في الواقع الى ان ينفجر كما حصل الآن في دولنا العربية.
ما فعله التوانسة من محاسبة سريعة وتجميد حسابات ورد المظالم هو الأمثل بين جميع الدول الى حد الآن، و يأتي التغيير السريع في التشكيل الحكومي واعادة صياغته واستقلالية بعض الاجهزة واعطاء الصلاحيات لها في سلطنتنا الغالية عمان وعلى يد السلطان المفدى –حفظه الله ورعاه- هو الثاني في رأيي . أما مصر فإطاحة الحكومة السابقة بما فيها رئيس الجمهورية كاد ان يكون هو الأمثل لولا الهدوء والفتور بعد ذلك والسماح للغرب بالتدخل، فالغرب لا يهمه إلا اسرائيل وحفظها وخصوصا من مصر، فاذا رأيت الغرب في أريحية من الاحداث الجارية فينبئ بأن ايديهم غاصت في القضية وباتت تحركها كيفما شاءت وهو ما لا نتمناه.
مشهد الاعتصامات معنا في عمان في مختلف المناطق حاليا أغلبه مكرس لمطالب الشعب لسداد الديون وتعزيز الرواتب في كل القطاعات، بعد ان تم تغيير الوزراء واعطاء الصلاحيات لمجلس الشورى. فالشعب لم يتفس الصعداء بعد وهو ينتظر الراتب الشهري ليقوم بتوزيعه على القروض البنكية وغيرها وما يتبقى لا يفي بالاساسيات لاسرته !! الزيادات ان لم تغطى الحاجات الاساسية للفرد فستظل هزيلة ولا تحقق الطموح المنشود للوصول الى الاستقرار المالي وهو مطلب وحق لكل فرد في المجتمع. ولكن ما يعيب الاعتصامات هو الانحراف عن سير قضية الفساد في الحكومة المقالة، نظرا لكثرة المطالبات الشخصية تارة والمطالبات الغير عقلانية أو في غير وقتها تارة أخرى - كتحويل قرية الى ولاية، أو اعطاء كل بدوي راتب بدون عمل لانهم يقطنون في مناطق امتياز النفظ!!- من القضايا الاساسية التي يجب ان تطرح سريعا هو الاسئلة التالية: لماذا لا يحاسب أؤلئك الذين استباحوا مقدرات وثروات الوطن لتفيض جيوبهم وحساباتهم البنكية، لماذا لا تجمد حساباتهم ، لماذا لا يتم التحقيق في شركاتهم المعروفة أو المبطنة وعلى استحواذها وهيمنتها واحتكارها بالعقود الحكومية ، لماذا يصرّ أؤلئك على تعيين مدراء شركاتهم وكبار موظفيهم من الاجانب فقط مع وجود الكفاءات العمانية، لماذا يطبق التعميين فقط في الوظائف الضعيفة والبعيدة عن الآلة الادارية والمالية في تلك الشركات؟! . لماذا لا ترفع قضايا ضدهم وتسترد المظالم إن وجدت، فهي حق للشعب. ثانيا لماذا لا تناقش الاموال التي يتم نثرها و المصاريف غير المدروسة والتي تستهلك الملايين من الميزانية كالحفلات ومركز المعارض المقترح بقيمة تفوق الخيال والمشاريع التجميلية مع وجود ضروريات اساسية .
المواضيع كثيرة .. ربما ساخصص لها مقالات أخرى .. دمتم بصفاء وسلام

هناك 3 تعليقات:

  1. انا علقت بس معرفتش التعليق اتنشر ولا لا
    كنت بقول

    نحن اللي عملنا فى نفسنا كذي
    مبنقلش للغلط لا

    لي ملاحظة المدونة ما بتحدث
    انا فكرتك بطلت التدوين
    ودخلت المدونة ابحث لك عن وسيلت اتصال
    ولاكن الحمد لله وجد انا اللي مقصر معك:)
    تحياتي لشخصك

    ردحذف
  2. اكويس انك عمل اشرف على التعليقات

    انا ابو فارس
    بس محدش يعرف غيرك انت متذكرش اسمي فى التغليقات

    ردحذف
  3. مرحبا ب (العابر)، الكثير من الاخوة والاخوات لا تتحدث لديهم المواضيع نظرا لاستخدامهم الرابط السابق، تم تغيير الرابط لمشكلة فنية الرابط الحالي (dimooma.blogspot.com)..
    بالنسبة لتعليقك السابق لم يصلني لأنشره..
    بالفعل قد تكون وجهة نظرتك باننا نسكت عن الغلط أحد الاسباب التي أوصلتنا الى هذه الحالة، ولكن الحكومات البائدة كانت تمارس كل طاقتها الامنية والاعلامية لكتم اصوات الشعب .. أو بالاصح الاستماع فقط للي يناسبهم ويصب في مصلحتهم.
    أعتقد جيلنا الحالي والاجيال القادمة لن ترضي بتكرار ما سبق واعتقد أيضا بأن على الحكماء الآن بتوجيه طاقات الامة لكل ما هو مفيد للفرد والمجتمع والنهوض بالامة في جميع جوانبها..
    شكرا لك .. وتقبل مني كل الاحترام والتقدير

    ردحذف