ممارسة التنفس والوصول بالنفس الى حالة من
الاسترخاء والانقطاع عن المحيط وعن التفكير في أي شيء هي حالة ذهنية رائعة تصل
بالانسان الى درجة من التحرر ومرحلة من الجلوس مع الوعي والاصغاء الى الصوت
الداخلي للنفس والتطلع الى الحالة المزاجية للتفكير والابحار في عالم الجسد وما
يعتركة من هموم واضطرابات قد جلبتها له أنته أيها الانسان.
تلك حالة، قد يصفها البعض بالشرود .. وقد
يصفها البعض بجلسة الايحاء الذاتي التي لا يصل الى عرشها إلا من تمرس مرات ومرات
وفي كل مرة يكتشف عالم آخر من العوالم الخفية مع الذات الانسانية .. قد يقول البعض
بأن الصلاة وممارسة بعض العبادات قد تصل بالانسان الى تلك الحالة .. وفي الحقيقة
العكس هو الصحيح .. من تمرس الاسترخاء والايحاء هو من يحس اكثر بلذة العبادة
والتواصل الحقيقي مع الطاقات المختلفة الزمانية والمكانية .. والتواصل الحق مع
الخالق .. الذي من خلاله يستطيع الانسان تحليل وضعة ورسم استراتيجيات حياته ورسم
مخطط في علاقتة مع نفسة ومع ربه ومع الناس ومع جميع الكائنات والبيئة والكون
بأكمله.
التنفس هو النعمه الكبرى لبقاء الانسان حي ،
يأتي بعدها عنصر الماء، ومن ثم عنصر الغذاء وهلم جرا الى العناصر الاخرى، ولكن
يبقى الاساس هو الهواء (التنفس). الذي من خلاله يستطيع الانساء اكتشاف معالم نفسه
ومكنوناتها وهو الطريق الحر الذي يبحر فيه الانسان عبر عبابه سالكاٌ الطريق الذي
يريد .. لذلك تجد الاطباء ينصحون دائما بالرياضة ، وفي الحقيقة الرياضة هو المسلك
لممارسة التنفس .. وخروج الطاقات السلبية من داخل الجسد واستبدالها بطاقات ايجابية
قادرة على التغيير وتغذية الخلايا للحفاظ على بناءها وقوتها ومن ثم بالتأكيد تتنتج
عنه الصحة الجيدة للجسم.. هذه هي نظرة
الطب العام التقليدي .. بينما ينظر العلماء الروحيون وممارسو التأمل وعلماء الطاقة
أن التنفس له ابعاد اعلى من كونه اكسجين يدخل للجسم لتغذية الخلايا الحية والتخلص
من الغازات والسموم الاخرى. التنفس يصل
بالانسان الى مراحل من الانتشاء التي من خلالها يستطيع الانسان ضبط ذبذبات جسمة
ونفسة واصلاح جوانب عديدة من كيانه على كل الجوانب.. على اعتبار ان الانسان هو جسد
وروح ونفس .. وجعل العقل هو أداة البرمجة لذلك المثلث العجي.
طابت أوقاتكم بالخير
جمال العبري