السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بكم في مدونة - ديمومة- أدام الله عليكم الصحة والسعادة والسلام


ملاحظة: يمنع نسخ أو اقتباس أي مادة من هذه المدونة بدون إذن صاحبها





الخميس، 19 مايو 2011

شــذرات



معــراج قلب
تثمر الكلمات شجا
عند البكور وعند المساء
تزهر الذات حروفاً
طيفها.. ينهي عزوفاً
قد تسمّر وارتوى
وتجلى وأختفى
يسابق قلبي سراباً
ولا يجني إلا تراباً
كان أصلاً واستوى
فتعربد وأشتكى
فكان هو.. وكنت أنا

القضـيـة
فلسطين .. الدمعة التي لن تنشف
إلا بالحرية والعزة
الجبناء يتساقطون  من حولك
بعدما أسقطوك دهراً
علها إرادة الرب ووعده
لا بوعود الجبناء
ولا بسلام الاشقياء
 ستعودين قريبا .. حره أبيّه

هـيــام
كونية الشذرات .. تصدع وقتي
مستبدة الأطيــاف ..شمسيــه
كهيـجان بحر .. هــزّ سفينة
ومن الأرق .. أحيا نعــــــاس
زلزال انتي ...يبني أملاً
على أنقاض الدقائق..
وصهيل الاجراس!!
تشنج الحرف .. في شفتي
صقيعاً .. على غيومٍ صيفيــه
يهجر الغابات والأقلام...
أسير العدم ... والوجود
والحــــرية!

السبت، 14 مايو 2011

مسقط .. والتخطيط !!! (2)


نستكمل موضوع اخطاء التخطيط في مسقط .. وهنا أريد ان اعرّج على موضوع الشوارع ومنها بالطبع شريان مسقط االرئيسي (شارع السلطان قابوس)، الزائر لمسقط يلاحظ ما لا قد يلاحظه في مكان آخر، فمثلا الجسور العلوية كلها صممت بأسلوب عكسي و لا اعتقد بأن احد من المهندسين في البلدية قد درس هذا النوع من الجسور في دراسته الجامعية فهو مخالف لمنطق (الحلول لضمان انسيابية الشارع)، رئيس البلدية السابق (المدلل من قبل الديوان) كان على علم بتلك الأخطاء ولكن يبدو أنه لم يكن ليستمع بسبب نظرته المادية التجارية فهو تاجر في المقام الأول قبل ان يكون مسئول حكومي أو مهندس وهذا كان واضحا و جلياً من خلال كل المشاريع والانشطة التي كانت تقوم بها بلدية مسقط في عهده واستمرت حتى الآن بسبب ان الرئيس الحالي ليس طموحا بما يتناسب مع العمل البلدي حتى ان الادارة المحركة التي تربت على اسلوب الرئيس السابق لم يغيّر فيها شيء وظلت كما هي تسير بنفس العقلية.
نعود للجسور، المعروف منطقيا وهندسيا بأن المار على شارع رئيسي لا يفترض بان يصعد جسور علوية لمواصلة طريقة إلا لأسباب قاهرة كالتضاريس (الأودية أو الانهار) أو أي عائق لا يمكن ازالته. الشائع والمعروف بأن الجسور تصمم لقاطع الطريق الرئيسي، فمثلا القادم من المناطق على يمين الشارع ويريد الذهاب الى المنطقة على يسار الشارع يقطع جسر علوى ليصل الى وجهته بينما المار على الشارع الرئيسي يستمر على مساره الارضي بدون تأثير. جميع الجسور الحالية في مسقط بهذه الصورة باستثناء شارع الخط السريع الذي افتتح مؤخرا قبل خمسة أشهر تقريبا. فكل الجسور مبنية على الشارع الرئيسي للمسار السريع وليس للقاطع من الضفتين على جوانب الشارع، كما ان الجسور غير مصممة لمرور الشاحنات او العربات اكثر من 5 طن بمعنى على كل الشاحنات القادمة من المناطق ان تتوقف عند كل جسر لتقطع الدوار او الاشارات المرورية بتحته لتستمر في طريقها للميناء مما يتسبب في الازدحام الكبير.
التخطيط السكني أيضا لم يخل من العيوب، مناطق كبيرة خططت كالمعبيلة مثلا  فهي منطقة سكنية وبها منطقة تجارية وصناعية  ولم يتم تزويدها بالمداخل والمخارج المناسبة، فالمنطقة المذكورة التي تزيد فيها عدد المدارس الحكومية عن الاثني عشر مدرسة حتى الآن بالإضافة الى غيرها من المدارس الخاصة لا يوجد لها سوى مدخلين أو ثلاثة فقط وتم فتح مؤخرا مدخل آخر من منطقة حلبان (الشارع السريع).والحال مشابهه في المناطق الاخرى كالأنصب  وغيرها.  كذلك الحدائق والمتنزهات ففي مسقط لا توجد سوى ثلاث حدائق رئيسية يستطيع الانسان ان يمارس فيها الرياضة او التنزه والاستجمام مع العائلة وهي حديقة القرم وريام والصحوة والباقي لا تعتبر سوى رقع خضرا لا تصلح إلا كملاعب للأطفال  وهي قليلة جداً ان حصرتها.
المناطق الصناعية، كان تخطيطها في السابق جيدا بعيدا عن المناطق السكنية ، ولكن مع النمو  السكاني المتسارع اصحبت منطقة غلا الصناعية في منتصف المدينة. بينما بقت منطقة الرسيل الصناعية محمية بسلسلة الجبال المحيطة بها التي نأمل ان لا يهجم عليها الزحف السكاني.  بالرغم من الصناعات الموجودة في السلطنة تعتبر من الصناعات الخفيفة ولا ترقي إلا للتغليف والتركيب ولكنها أصبحت مصدر ازعاج للسكان وحركة الحاويات والشاحنات والموظفين بها باتت تشكل اختناقات مرورية في المدينة عليه يجب على الحكومة التحرك بسرعة لنقل هذه المناطق الى مناطق بعيدة مناسبة لها . المشكلة الحقيقة في المناطق الصناعية هي ميناء الفحل (الميناء النفطي) الذي يتوسط محافظة مسقط، فلو حصل أي مشكلة به أو بالمصفاة القريبة منه فستشكل كارثة انسانية وبيئية كبيرة . اعتقد بانه من المهم جداً إعادة النظر في ذلك الموقع وانشاء ميناء آخر بعيدا عن التجمعات السكانية.
تصريف مياه الامطار غائبه عن مسقط سوى في منطقة شاطئ القرم التي تعتبر الأرقى في مسقط وشخصيا اعتبرها الأسواء تخطيطا في مسقط، فلو ناقشنا مشكلة شبكة تصريف مياه الامطار بها، فهي أولا شبكة من القنوات المكشوفة موقعها امام المباني التي تشكل خطرا على الاطفال، ثانيا البلدية مهملة تماما في صيانة هذه الشبكة فجم الشبكة تحوى على مستنقعات للمياه والنباتات والحشائش والقاذورات والاوساخ المختلفة مما تتسبب في تكاثر الكثير من البعوض والذباب والحشرات المختلفة. الاراضي في شاطئ القرم ضيقة وشكلها طولي مما تسبب في عدم وجود الارتدادات الكافية لحفظ الخصوصية لمالكي المباني فلو فتحت نافذة المنزل فمباشرة تطل بها على جارك (لعدم وجود مسافة بينكما سوي 3 الى 4 امتار فقط) ، جميع المباني يقال بانها  صممت بنمط ومعمار اسلامي بينما أراه انا وغيري الكثيرين بأنه معمار هندوسي بمعنى الكلمة، شوارع ضيقة ، مباني كبيرة على اراضي ضيقة ، لا توجد مواقف تكفى للزائرين وغير ذلك الكثير.
موضوع كهذا يحتاج الى بحث دقيق للخروج بحلول ناجحة ليس لمرحلة قصيرة وانما لحلول نموذجية صالحة لأطول فترة ممكنة. وللخروج بتلك الحلول يجب ان تشرك بيوت الخبرة الهندسية العالمية الحقيقة وليست بيوت النهب والمصالح الشخصية الموبوءة بحثالة المهندسين عديمي الضمير واكثرهم من الجاليات الاسيوية القريبة من السلطنة. موضوع كبير لا تكفيه هذه السطور لسبل أغواره بينما يستحق الاهتمام  للإلمام به .

الأربعاء، 11 مايو 2011

مسقط ... والتخطيط ! (1)


لا ادري من أين ابداء والى أين انتهي، ولكني سأحاول الايجاز ليسهل على القارئ .. موضوع التخطيط العمراني وتخطيط المدن عامة موضوع واسع ومترامي الاطراف تدخل فيه الكثير من الحسابات والدراسات والسياسات والرؤى والتوجهات، تشترك فيه الكثير من الجهات والقطاعات المختلفة  في الدولة، لذلك نرى بأن العمل المناط  بمهندسين التخطيط مهم وكبير جدا ويترتب عليه الكثير من المسئوليات وعليه  فمن الاهمية بمكان ان  يجيد هؤلاء المخططين  بكل التطلعات والاهداف التنموية  وان يجمعوا بين النظريات الهندسية وبين الاحصائيات السكانية والصحية والاقتصادية والرؤية العامة للدولة وتطلعاتها لكل مدينة على حده وخططها البعيدة المدى. عليه وفي اعتقادي اذا لم توجد الادارة الواعية في البلد لادارك ذلك وادارته، واذا لم توجد خطط واقعية مبنية على دراسات طويلة لهدف واضح يشمل رؤى بعيدة الامد تخدم عدة اجيال على الاقل فانه لن ينتج من العمران إلا تخبط عشواء، وسيدخل الدولة في متاهات كثيرة جدا من عمليات التصحيح واعادة التطوير مما سيكلفها الكثير والكثير لاحتواء تلك المشكلات، الامر الذي  سيؤثر سلبا بالتأكيد على مجالات التنمية الاخرى التي سنعتبرها هنا الضحية لجهل الحكومة الغير مدركة لقيمة التخطيط.
هذه المقدمة أردت ان ابدأ بها لأدخل في موضوعي المخصص لمسقط .. المدينة ذات الطبوغرافية المميزة، التي يحدها من الشمال البحر ومن الجنوب والشرق الجبال الصخرية الصلبة ومن الغرب والشمال الغربي ساحل الباطنة الممتد والذي ايضا تحده الجبال من الغرب ولو انها بعيدة نوعا ما بالمقارنة مع مسقط.
كموقع لا تتميز مسقط كثيرا عن مثيلاتها من المدن الساحلية في السلطنة كصور وصحار سوى جبالها الصماء القريبة من البحر، التي قد تكون لها ميزة عسكرية في السابق اكثر من أي شيء آخر، فتلك الجبال كانت تمثل في القديم منارة عالية لمراقبة البحر والبر والتحسب للعدو مسبقا قبل وصوله، اما من الناحية الاقتصادية فمواقع بعض المدن الاخرى  أفضل بكثير من مسقط.
مستوى ساحل مسقط لا يعلو كثيرا عن مستوى سطح البحر فهو على مستوى البحر تقريباً، لذلك فأن المأزق كبير عند هطول الامطار وجريان الاودية من الجبال الى جهه البحر وخصوصا عند ساعات المد البحري عندها تصبح مسقط مستنقع مائي كبير كما حصل في اعصار جونو 2007 م.
هذه القراءه لا أعتقد انها كانت غائبة عن المخططين منذ ان تولى صاحب الجلالة السلطان قابوس مقاليد الحكم في السلطنة، ولعلي أتذكر مقولة من بعض الاخوة بان بعض الخبراء في تلك الحقبة نصحوا بتغيير العاصمة الى منطقة اخرى واسعة بعيدة عن الجبال وسهلة التوسع والتطوير والتقسيم (سكني/تجاري/صناعي/..) ولكن لم يسمع لأؤلئك الناصحين نظرا وكما تراه الحكومة في الأهمية التاريخية للمدينة وخصوصا للأسرة الحاكمة.
مسقط مع هذه الوضعية كان من الممكن تخطيطها ووضع الحلول الناجعة لمستقبلها والخطط المناسبة لها، وتحديد الدور الاداري لها وتوزيع الادوار الاقتصادية والصناعية لمدن أخرى، ولكن المسئولين المناط لهم ذلك اعتقد انهم كانوا في غيبوبة عن البناء السليم أو ان المطامع وظهور الفساد المبكر وغياب الرقيب كان له طرق خفية مبطّنه لمكاسب شخصية  الأمر الذي جعل المدينة تصرخ من التخبط الذي بات واضحا اينما اتجهت في ردهاتها. النهوظ المتأخر في تخصيص بعض المناطق الصناعية كصحار والدقم  قد يكون مرمم للاخطاء السابقة، ولكن سلبياته تعود مره أخرى على الانسان القاطن بمقربه من تلك المنشآت التي لم يخطط لها مسبقا لهذا الاستعمال.  وصحار خير مثال على ذلك ، فالتلوث الصاعد من المصانع اصبح يبث سمومه في الناس وظهرت امراض لم تعرفها صحار أو لم تكن منتشره كما هو الحال الآن. صحار(كمدينه) تجارية نعم ولكن ان تكون صناعية فهذا سنتطرق عليه لاحقا.
ميناء السلطان قابوس .. نقطة ارتكاز في مسقط، فهو ميناء كما يقول اخوانا المصريون (بتاع كله) هو ميناء تجاري وسياحي ومواقف يخوت وسمكي وغيره، والملاحظ بأنه ميناء ضيق المساحة ولا مجال لتوسعته سوى الكبس وردم البحر!! . السائح عندما يهبط من الفنادق العائمة القادمة من اقصى الغرب والشرق يفاجأ بالحاويات والبضائع حتى يحسب انه بضاعة مزجاه سيتم ادخالها على الجمارك ليتم فحصها والتحقق منها قبل ادخالها على السوق!!! وبعد خروجه يكون سوق اسماك مطرح على موعد معه ومع  غيره من القادمين باستقبال حار تفوح منه رائحة الاسماك !!  موقع الميناء في آخر مسقط بالنسبة للمناطق المختلفة في السلطنة بمعنى ان كل الشاحنات الموزعة للبضائع يجب عليها اختراق شوارع مسقط أو بالاصح شارع مسقط الرئيسي (الشريان) من أوله الى آخره حتى تصل الميناء، ونتيجه لذلك نرى الازدحام المستمر في الشارع  لعدم وجود شوارع مخصصه لتلك الشاحنات.
مطار مسقط الدولي .. كان في السابق "قبل عشرين سنه" بعيدا عن مسقط العامره ، اما الآن فهو يتوسط محافظة مسقط . المطار في مرحلة تطوير منذ عدة سنوات، مباني جديدة وشوارع مداخل ومخارج وصالات وانظمة حديثه، ولكن،، ماذا عن الضجيج المزعج الذي يسببه المطار من حركة الطائرات على المناطق القريبة منه "العذيبة والموالح" ألا يوجد له حل؟. الأمر ببساطة في ايدي المستشارين المخططين للمطار، وهو تحويل اتجاه المدرج باتجاه البحر!!، نعم وبالامكان عمل مدرجين بدل الواحد أو حتى ثلاثه. وبذلك تغيير اتجاه اختراق أو شرخ الهواء ليمتصه ماء البحر بدل من توزيعه على المناطق السكنية وما يسببه من مظايقات وازعاج مستمر. ناهيك عن الامراض التي تظهر نتيجة لذلك. فاذا كان الانسان مهم لدى المخططين والمسئولين في الدولة فهذه من أولويات التخطيط (الانسان) بدل من التركيز فقط على المادة والملايين المجنية من هكذا مشاريع. وانا على يقين لو تقوم الجهات الصحية المعنية ببحث عن الامراض الشائعه في هاتين المنطقتين بالتأكيد فأن مشاكل السمع والأذن والأرق والارهاق ستكون في أعلى القائمة.
تابع التكمله لاحقا